إنشاء أكبر زنزانة في العالم لدخول موسوعة جينيس
في خطوة غير مسبوقة تسعى إلى تسليط الأضواء على العاصمة الجديدة ووضعها في مقدمة المدن العالمية، أعلنت الحكومة عن مشروع ضخم لإنشاء أكبر زنزانة في العالم. يهدف هذا المشروع الطموح إلى دخول موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكبر زنزانة تحتضن أكبر عدد من “المخالفين” في التاريخ الحديث. وتعتبر الحكومة هذا المشروع “إنجازًا وطنيًا” سيساهم في رفع مكانة العاصمة الجديدة ويضعها على خارطة الإنجازات العالمية.
تفاصيل المشروع: “زنزانة فخر العاصمة”
وفقًا للمخطط الأولي للمشروع، ستتم بناء الزنزانة على مساحة ضخمة تتسع لآلاف المواطنين. وزير البنية العقابية، ناصح الحراس، صرح في مؤتمر صحفي قائلاً: “هذا المشروع ليس مجرد زنزانة، بل هو رمز لعظمة العاصمة الجديدة وإمكاناتها. إنها فرصة لتوحيد جهودنا نحو هدف عالمي يجعل من البلاد نموذجًا يحتذى به في القدرة على إدارة الحشود العقابية.”
وأضاف: “الزنزانة ستكون مجهزة بأحدث وسائل المراقبة التكنولوجية، وسيتم تصميمها بشكل يضمن الراحة القصوى للسجناء، مع مراعاة معايير السلامة والأمن. فهي ليست مجرد زنزانة بل منشأة تليق بالجمهورية الجديدة.”
تعليق رجال الشرطة: “تحدٍ جديد… وفرصة لتحقيق العدالة
من جانبهم، أبدى رجال الشرطة حماستهم للمشروع، معتبرين أنه يمثل تحديًا وفرصة لإظهار قدراتهم في الحفاظ على النظام العام. اللواء شديد الحراسي، رئيس هيئة النظام العام، قال: “هذا المشروع يمثل فرصة جديدة لتعزيز النظام والانضباط في البلاد. نحن مستعدون لضمان ملء الزنزانة بأكبر عدد ممكن من المواطنين الذين يخالفون القانون. وسيكون شعارنا: ‘كل من خالف، يجد له مكانًا’.”
وأكد الحراسي أن الزنزانة ستكون متعددة الطوابق وتتيح إمكانية توسعتها مستقبلاً، مما يضمن القدرة على استيعاب أعداد إضافية في حالة “الطوارئ العقابية”. وأضاف: “نحن فخورون بأننا قادرون على تقديم هذا الإنجاز للحكومة وللشعب. دخول موسوعة جينيس ليس هدفًا بحد ذاته، بل هو تأكيد على قدراتنا في إدارة البلاد بحزم وكفاءة.”
قرارات جديدة لضمان نجاح المشروع: “الجميع مدعو للمشاركة”
ولكي يضمن المشروع نجاحه، تم إصدار مجموعة من القرارات الجديدة تهدف إلى زيادة عدد السجناء والمخالفين لضمان امتلاء الزنزانة بأكبر عدد ممكن. وتشمل هذه القرارات:
تشديد قوانين المرور: كل من يتجاوز الإشارة الحمراء أو لا يرتدي حزام الأمان سيتم حبسه فورًا. فالطرق ستكون مراقبة بشدة للتأكد من الامتثال الكامل.
قوانين جديدة لحرية التعبير: أي مواطن يعبّر عن آرائه في العلن دون إذن مسبق قد يتعرض للحبس “التأديبي” لتعليم الأدب السياسي.
فرض ضرائب إضافية على الكلام المزعج: سيتم تطبيق غرامات فورية على أي شخص يتحدث بصوت مرتفع في الأماكن العامة، وإذا لم يستطع الدفع، فمكانه سيكون في الزنزانة الجديدة.
مخالفات للمشاة: سيتم معاقبة كل من يمشي ببطء في الطرق السريعة أو يتجاوز الرصيف بطريقة عشوائية.
العقيد نبيه الانضباطي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، أوضح أن هذه الإجراءات ليست فقط لتأمين النجاح للمشروع، بل هي “وسيلة حضارية” لتثقيف المواطنين على الالتزام بالقوانين. وأضاف: “من الآن فصاعدًا، لن يكون هناك مكان للخطأ. الجميع عليه أن يسير في الطريق الصحيح أو يجد نفسه في زنزانة الفخر!”
ردود أفعال المواطنين: “مشروع يدخلنا التاريخ… بالسلاسل”
المواطنون من جهتهم، استقبلوا المشروع بمزيج من السخرية والدهشة. أبو كريم، أحد سكان العاصمة، قال ساخرًا: “يعني، نحن مش لاقيين فرصة لدخول موسوعة جينيس، فقرروا يدخلونا بالزنزانات؟ طيب، على الأقل نضمن نعيش تجربة عالمية!”
أما أم سعيد، ربة منزل، فقد علقت على القرار بضحكة: “يا ريت لو الزنزانة دي فيها تكييف ومطبخ، يمكن أروح أقضي إجازة هناك بدل ما أتحمل الحرارة والازدحام في البيت.”
بينما عبر البعض عن قلقهم من هذه التطورات. محمد المقهور، طالب جامعي، قال: “الآن كل ما نحتاجه هو خطوة صغيرة خطأ لندخل الزنزانة الجديدة. يبدو أن النجاح في ملئها سيكون أسهل من النجاح في حياتنا اليومية.”
الخاتمة: الزنزانة… طموح عالمي
في الوقت الذي تستمر فيه أعمال البناء على قدم وساق لتنفيذ “أكبر زنزانة في العالم”، يظل السؤال الحقيقي: هل ستساهم هذه الزنزانة في تحسين صورة العاصمة الجديدة على المستوى العالمي؟ أم أنها مجرد مشروع آخر يسلط الضوء على الأولويات الغريبة التي تتبناها الحكومة؟
قد يكون النجاح في دخول موسوعة جينيس حلماً كبيرًا، ولكن بالنسبة للكثيرين، فإن ضمان حرية التعبير والحياة الكريمة هو النجاح الحقيقي الذي يستحق السعي وراءه.