القصر الرئاسي الجديد: عظمة يا شعب، فقر يا وطن

في خطوة تثبت أن الإبداع لا حدود له، كشف زعيمنا العظيم عن قصره الرئاسي الجديد، وهو ليس مجرد قصر، بل “دولة مستقلة” داخل الدولة. قصر يتحدث عنه الرخام ويتفاخر به الذهب، حتى أن الثريات فيه تحتاج إلى بطاقة تعريف لتُحصى.

أما الشعب؟ يعيش حياته كفيلم درامي طويل من إنتاج “البؤس إنترناشونال”. نصفهم تحت خط الفقر، والنصف الآخر يبحث عن هذا الخط ليقفز فوقه. لكن لا داعي للقلق، لأن القصر الجديد يمتلك منظراً خلاباً على “المستقبل المظلم” للجميع.

القطاع الطبي؟

إذا كنت مريضاً، لا تقلق… لن تجد طبيباً لتتحدث معه. فقط تحدث مع المرض نفسه، قد يواسيك. المستشفيات الحكومية أصبحت “تحدياً رياضياً”: اجمع التبرعات لشراء شاش الجروح، وانتظر دورك حتى يأتي الطبيب المتقاعد لإجراء فحص قديم بتكنولوجيا القرن الماضي. القصر، بالمناسبة، يحتوي على عيادات خاصة مجهزة حتى لعلاج الحساسية من الذهب.

أما التعليم؟

الشعار الجديد: “المدارس أشياء ثانوية، الأهم أننا نحفظ الهتاف للزعيم”. في بعض المدارس، يتعلم الأطفال كيف يرسمون القصر بدلاً من تعلم جدول الضرب. وإذا أردت شهادة جامعية؟ عليك بالصبر والدعاء… وربما دورة في النحت على الحجر لتصنع تمثالاً للزعيم.

الديون؟

بينما يغرق الوطن في قروض لا يعرف حتى البنك المركزي كيف سيُسددها، يبدو أن زعيمنا لديه قناعة فريدة: “اقترض اليوم، وفلّس غداً!” وإذا سألت لماذا نبني قصراً بهذه التكلفة؟ سيجيبك بابتسامة: “القروض نعمة، والديون قدر!”.

النهاية؟

الشعب يزداد فقراً، لكن لديه الآن مكاناً رائعاً يحدّق فيه من بعيد، ويسأل نفسه: “يا ترى، هل يدخل الزعيم الحمام في هذا القصر أم أنه لديه جناح خاص للاسترخاء الوطني؟”