الوزير الذي خرج القطار عن مساره… وبقي هو على مقعده

الوزير الذي خرج القطار عن مساره... وبقي هو على مقعده

من هو كامل الوزير؟

كامل الوزير هو وزير النقل المصري ، الذي تولّى مسؤولية واحدة من أخطر الملفات في الدولة: ملف النقل العام والسكك الحديدية. تولّيه المنصب جاء وسط وعود بالتطوير، لكن النتيجة جاءت – للأسف – على هيئة قطارات تخرج عن القضبان، ومواطنين لا يعودون من رحلتهم إلا في الأكفان.

كامل الوزير بين التصريحات والواقع

كثيرًا ما يظهر كامل الوزير في الإعلام، ليؤكد أن كل شيء “تمام”، وأن التطوير جارٍ على قدم وساق. لكن المواطن المصري، الذي يدفع ثمن التذكرة وثمن عمره معًا، لا يرى هذا “التمام” إلا في تصريحات مكتوبة، لا في محطات واقعية.

حوادث القطارات في مصر: أرقام تتحدث

منذ تولي كامل الوزير مسؤولية النقل، شهدنا: خروج قطارات عن القضبان. اشتعال عربات الركاب. تأخيرات مزمنة. واتهامات جاهزة للمواطن، وكأن الركاب هم المسؤولون عن فساد منظومة بأكملها. وفي كل مرة، يخرج كامل الوزير ليقول إن السبب “خطأ فردي”، أو “عامل نسي يحوّل السكة”، أو “راكب لم يلتزم بتعليمات السلامة”…!

مشاكل النقل في مصر: من يتحمل المسؤولية؟

بدلًا من أن تكون وزارة النقل أداة لحل مشاكل الناس، أصبحت أداة لإلقاء اللوم عليهم. المواطن لا يشتكي من غلاء التذكرة فقط، بل من غياب الكرامة، والخوف الدائم من أن تكون رحلته الأخيرة. القطارات في مصر اليوم، أشبه بـ”لعبة حظ”: إن وصلت، فبسلامة الله. وإن لم تصل، فالتحقيقات “جارية”

كامل الوزير والإنجازات على الورق

قد يقول قائل: لكن الوزير بنى محطات جديدة، واشترى قطارات حديثة!

نرد عليه: وما الفائدة من قطار حديث، إن كانت عقليّة الإدارة ما زالت بدائية؟ وما معنى التطوير في الشكل، إن كان الجوهر متهالكًا؟

وما أهمية الجدران الملونة، إن كانت الأرواح تُدفع ثمنها عند كل تقاطع؟

خاتمة: هل نحتاج وزير نقل… أم وزير اعتذار؟

لا نريد من كامل الوزير شيئًا خارقًا. لا نطلب معجزة.

نطلب فقط: قطارًا لا يخرج عن القضبان.

محطة لا تكون مقبرة.

وزيرًا يُحاسب نفسه قبل أن يُحاضرنا عن الانضباط. في بلادٍ تحترم نفسها، إذا خرج القطار عن السكة، خرج الوزير من مكتبه.

أما عندنا… فالقطارات تحترق، و”كامل” يبقى، كأن الكارثة مجرد إعلان عن خطة تطوير جديدة!