عيد الأضحى 2025: المواطن المصري يضحّي كل عام… دون أن يشتري خروفًا!

هل يأتي عيد الأضحى حقًا؟ أم أنه مرّ من أمامنا ولم يشعر بنا؟

في عام 2025، عاد عيد الأضحى مجددًا، لكنه – هذه المرة – جاء خالي الوفاض، لا يحمل فرحًا ولا لحمة ولا حتى ابتسامة عابرة. وكأن العيد قرر أن يزور المصريين مرور الكرام، فألقى السلام من بعيد، ثم انصرف سريعًا قبل أن يُطالبه أحد بـ”كيلو لحمة على سبيل المجاملة”.

أضحية العيد: رفاهية محظورة على المواطن المصري

لطالما كانت أضحية العيد طقسًا أساسيًا في وجدان المواطن المصري. لكن في 2025، أصبح مجرد ذكر كلمة “خروف” يُصنّف ضمن الجرائم الاقتصادية، وصار الأب المصري يجيب أبناءه قائلًا:

“الأضحية الحقيقية يا ولدي… هي اللي بنضحي بيها يوميًا وإحنا ساكتين.”

فبينما تتصدر إعلانات الدولة عناوين مثل: “توفير اللحوم بأسعار رمزية”، يكتشف المواطن أن الرمزية هنا لا تتعلق بالسعر، بل بـ”الوهم”، فالمعاش لا يكفي سوى لـ”ريشة ضأن معلّقة على حائط الذاكرة”.

أسعار اللحوم في عيد الأضحى: حديث الأرصفة لا الموائد

مواطن مصري يطعم الخراف في أحد أسواق الأضاحي بالقاهرة قبل عيد الأضحى 2025"

لم تعد أسعار اللحوم موضوعًا للنقاش داخل محلات الجزارة، بل أصبحت مادة للسخرية في طوابير التموين، حيث يتساءل المواطن: “هل نشتري لحمًا… أم نشتري تذكرة لحضور إعلان الوزير؟” الأسعار ترتفع، والقدرة الشرائية تهبط، ومعادلة السوق لا تعرف منطقًا سوى أن “المواطن آخر من يعلم”.

العيد بين الماضي والحاضر: من زغاريد الفرح إلى صمت الضرورة

في الماضي، كانت تكبيرات العيد تصدح في الأزقة،
وكان الأطفال يركضون بملابسهم الجديدة غير آبهين بسعر الدولار،
أما اليوم، فالصوت الوحيد الذي يُسمع هو صوت الفاتورة تُفتح،
وصوت الأمهات يُردّدن:

“اكتفينا بالفرخة… وربنا يتقبلها كأضحية.”

لم تعد الفرحة توزع بالتساوي،
بل باتت تُقاس بـ”مستوى الراتب” و”قوة كارت التموين”،
حتى بات السؤال الكبير في الشارع المصري:

“هل العيد للجميع؟ أم هو موسم خاص بمن تبقّى فيهم قدرة على الضحك؟”

عيد الأضحى 2025: حين يصبح المواطن هو الأضحية

في وطنٍ يعجز فيه المواطن عن شراء اللحم،
تتحوّل أضحية العيد إلى رمزية مُرّة:
فالمواطن يضحي بأحلامه،
ويذبح طموحه تحت سكين الأسعار،
ثم يُقال له من المنصة:

“تفاءلوا… القادم أفضل.”

عيد الأضحى في مصر
عيد الأضحى في مصر

العيد الذي نعرفه… لم يعد يعرفنا

نعم، عيد الأضحى لا يزال في التقويم،
لكن في قلب المواطن، لم يبقَ له أثر.
الفرحة أصبحت مؤجلة، واللحم صار ترفًا،
والعيد… مناسبة ننتظر فيها مرور اليوم بسلام.

وفي النهاية، تبقى الجملة التي نرددها كل عام:

“كل سنة وأنتم طيبون… رغم كل ما ليس طيبًا.”