في خطوة تعكس الرؤية الاقتصادية الثاقبة والتفكير خارج الصندوق، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن مشروع قومي جديد: “جبل عم عرفات المصري” داخل العاصمة الإدارية الجديدة، بعد مشاهدته للبث المباشر من الأراضي المقدسة وتفاجئه بتجمّع أكثر من 1.6 مليون حاج فوق جبل عرفات.

وقال سيادته خلال اجتماع مغلق تم تسريبه:  “يعني إيه 1.6 مليون حاج واقفين على جبل واحد، وكل ده ببلاش؟ لأ، دي مصلحة حلوة يا جماعة، نعمل جبل إحنا كمان، ونزبطه ونحطله كارتة صعود، والعائد يدخل الخزانة العامة”.

وعلى الفور، كلف الرئيس السيد الوزير كامل الوزير بمهمة بناء الجبل في أقل من شهرين، قائلاً له: “عايز الجبل يطلع بسرعة، ونلحق نشغله ونلم الكارتة.. إنت قدّها يا كامل!”

ليرد الوزير بحماس: “هنطلّع الجبل يا فندم زَي ما طلعنا تفريعة قناة السويس، والعاصمة الإدارية الجديدة والبرج الأيقوني وأكبر مسجد وكل هذه الإنجازات، رصيدنا في الإنجاز يسمح وبزيادة!”

جبل سياحي وبسعر اقتصادي!

ولم تمضِ ساعات على الإعلان حتى خرج الشيخ خالد الجندي بفتوى عاجلة عبر برنامجه التلفزيوني قائلًا: “يا جماعة، جبل عرفات المصري ده شيء عظيم، وأي حد يروحله بنية العبادة ربنا يكتبها له. أحسن ما الفلوس تروح في المنكرات والملاهي، نرتقي شوية!”

وأضاف الجندي: “الدين يسر، ولو السعودية عملت جبل، فمصر تعمل جبلين، إيه يعني؟ كُل بلد ولها طابعها الروحي… وإحنا عايزين نربط المصريين بالحج ولو بالصوت والصورة”.

مدبولي: ربك هو الرازق

من جانبه علّق رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي على المبادرة قائلاً: “نحن لا ننافس المملكة العربية السعودية، بل نُكمل مسيرتها المباركة. مشروع صعود جبل عرفات المصري مقابل 10 جنيهات يُعدّ مساهمة رمزية من المواطن في نهضة وطنية شاملة، تتيح له ممارسة الشعائر بشكل حضاري تحت إشراف الدولة”.

وأضاف مدبولي: “الفكرة دي حصرية 100%، وهنتقدّم بيها لبراءات اختراع في الأمم المتحدة عشان نضمن حقوقنا الفكرية والروحية، ومحدّش يقلدنا بكرا في المغرب ولا ماليزيا.”

وأشار إلى أن صعود الجبل سيكون متاحًا للسياح العرب والأجانب، ولكن بتسعيرة مختلفة: “الدخول للمواطن بـ10 جنيه، لكن للأشقاء العرب هيبقى بـ10 دولار فقط لا غير، دعمًا للاقتصاد القومي وتشجيعًا للسياحة الدينية البديلة.”

واختتم تصريحه بجملة فلسفية قائلا: “ربك هو الرازق.. السعودية لها زباين، واحنا لنا زباين. المهم نفتح الجبل ونتنافس في فعل الخير.

محلات كشري وعصير قصب

الجبل المصري الجديد سيواكب التطورات العصرية وسيتضمن حسب المخطط خيم مكيفة بنظام “VIP وVIP جدًا”، وسيكون بملامح مصرية خالصة من بينها محلات عصير قصب وسوبيا وتمر هندي برسوم رمزية، ومحلات كشري مصري ورز بلبن وسندوتشات كبدة.

ومن المقرر أن يشمل الجبل الجديد قاعة عرض بانورامية لأهم مشاهد الوقوف على الجبل السعودي، لمن يرغب في تجربة الإحساس الديني على الجبل السعودي، كما سيحصل كل حاج مصري بعد انتهاء الوقفة على شهادة رقمية تؤكد مشاركته “المعنوية” في الحج، مع ختم رسمي من وزارة الأوقاف وشعار العاصمة الإدارية.

حملة عرفاتك عندنا 

من جانبه أطلق الإعلام المصري حملة ترويجية للمشروع تحت شعار “عرفاتك عندنا”، مؤكدًا أن مصر تدخل المنافسة الروحية العالمية من الباب الواسع، وبطريقة وطنية تحافظ على السيادة والعملة الصعبة في آنٍ واحد.

وفي برنامجه، أشاد الإعلامي أحمد موسى بالمبادرة وقال بحزق شديد: “السعودية دولة شقيقة وعندها جبل.. بس إحنا مصررررر عارفين يعني ايه مصرررر، المصري اللي يحب بلده هيختار عرفاتنا، ويساهم في اقتصاد بلده”.

أما الإعلامي نشأت الديهي فطالب بإدراج المشروع ضمن التراث اللامادي لليونسكو، مؤكدًا أن “فكرة الحج المحلي دي عبقرية، وتؤكد ريادة مصر في المجال التعبدي الذكي”، داعيًا لتحويل المشروع إلى مزار شهري مش بس موسمي.

خصومات 100% للقوات المسلحة

كما أعلنت الحكومة عن نظام تسعير مرِن لصعود جبل عرفات المصري، حيث تقرر منح خصومات تصل إلى 100% للفئات الوطنية المخلصة، ومنها أفراد القوات المسلحة، الشرطة، والقضاة، وأكد اللواء (م.ع) أن رجال الأمن والقضاء “بيمارسوا شعائرهم بإخلاص طول السنة، في التحقيقات والحملات والاعتقالات وخلافه، فمش معقول ندفعهم في جبل عرفاتنا كمان!!”.

وتابعت الحكومة أن الفئات المستثناة “تحصل على الأجر والثواب دون مقابل”، بينما بقية الشعب سيحصل على الثواب حصريا بعد دفع الأجر بالتأكيد.