موظف حقير يتجرأ ويأخذ أجازة من رصيده.. شاهد ماذا حدث له

موظف حقير يتجرأ على الذات الوزيرية.. فلقى العقاب المناسب
ففي خطوة جديدة نحو تطوير مفاهيم الانضباط الوظيفي ورفع معدلات الخوف الجماعي لدى الشعب، خرج معالي وزير النقل كامل الوزير في تصريح تلفزيوني صارم ليعلن بمنتهى الشفافية:
“كنا هنوقّع بروتوكول مهم… لكن الزميل المسؤول خَد إجازة، وقررت أحوّل عطلته لإجازة دائمة.”

تصريح عبقري، يلخص المرحلة المهمة التي تعيشها الجمهورية الجديدة: 
لكي تعمل في هذه الدولة وتحت قيادة فخامة الرئيس ليس كافي أن تصبح موظف، الأهم أن تكون متاحًا على مدار الساعة حتى في أحلامك!

الوطن لن ينتظر موظفًا يستريح، وإذا أرهقتك الحياة أذهب إلى “طبيب الفلاسفة” هو أهم من كل أطباء الدنيا اشتكي وسيصبح وضعك على ما يرام.

الإقالة على الهواء: موسم فضح الموظفين

في خطوة إصلاحية غير مسبوقة، تم نقل قرارات الإقالة من مكاتب شؤون العاملين إلى شاشات التليفزيون مباشرة.

والجمهور، بدل ما كان بيتفرج على ماتش كورة، بقى عنده متعة جديدة:
مشاهدة موظف بيركب قطر ستة إلا تلت من شغله لايف

العرض منتهاش:
مع الإقالة ستشاهد تحليل فني من الوزير والمذيع، وتعليقات ساخنة من لجان المتابعة، إقالة الموظفين على الهواء مش بس توفير للورق والمكاتبات، لكن كمان بتبعث رسالة واضحة: الخصوصية عيب، والمذلة شرف وطني.

وهنا الدولة بتقولك بكل وضوح: أي حاجة تحصل في مكتبك، ممكن تطلع تريند في أي لحظة، لو كان مزاج الوزير متعكر.

كامل الوزير: أجازة إلى مالا نهاية

مصادر قريبة من ملف الإجازات “وتحديدًا دولاب شؤون العاملين” قالت إن الموظف كان ينوي الرجوع من إجازته بشكل طبيعي لكن اتفاجئ بتحويله إلى وضع “الطيران مدى الحياة”، وتمت مكافأته على التزامه القانوني بجزاء إداري شديد الوطنية.

فيما قالت “الهيئة العامة لشؤون الموظفين”، إن الخطوة “جريئة ومُلهمة” وتدل على إن القيادة مش هتسامح أي حد يعطل المكنة حتى لو كان نايم في بيته،
“المكنة لازم تطلع قماش دايمًا عشان سيادة الريس لو زعل هيزعلنا كلنا” 

الوزير يوضح: لا وقت للراحة في زمن الجمهورية الجديدة

وفي لقاء لاحق، قال الوزير بنبرة مليئة بالفخر:
“إحنا مش في دولة فيها موظف يختار معاد راحته، احنا في دولة الرئيس عبدالفتاح السيسي”

وأضاف:
“إحنا عايزين ناس تفكر في مصلحة البلد و هي في سريرها زي سيادة الريس بالظبط”

الدولة تعلن الحرب على الإجازات 

في زمن تتسابق فيه الشعوب للنهوض والإنجاز، قررت الدولة أن تعلن الحرب على أخطر عدو اقتصادي واجتماعي: “الإجازة”.

في الجمهورية الجديدة لم تعد الراحة حقًا إنسانيًا، بل صارت شبهة، والإجازة أصبحت تُعامل معاملة البلاغات الأمنية، فالموظف الذي سيأخذ يوم راحة أصبح وكأنه يشارك في مؤامرة دولية لتعطيل مصالح الدولة.

وبهذا المنطق الوطني الصافي، تصبح “الإجازة الرسمية” رفاهية مستوردة، لا تليق بمواطن صالح يحب بلده. 

“شجع منتج بلدك وبلاش إجازات متقرفوش سيادة الوزير”