جزارين القوات المسلحة.. مشروع قومي جديد لاحتكار الذبح

في ثالث أيام عيد الأضحى، وبعد متابعته الدقيقة لأجواء الذبح والسلخ على صفحات التواصل الاجتماعي، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي توجيهاته بإطلاق مشروع قومي جديد تحت اسم “جزارين القوات المسلحة”، بهدف تنظيم سوق اللحوم، ومحاربة “الذبح العشوائي”.

وأكد الرئيس في تصريحات نُقلت على لسان مصادر مطلعة، أن ما شاهده من صور للدماء في الشوارع والعجول الهاربة وهذه المسخرة التي تحدث كل سنة تمثل تهديدًا للأمن القومي الغذائي والروحاني على حد سواء، وقال بالحرف الواحد: “اللي يذبح بدون تصريح يبقى بيهدد البلد… واللي مش قادر على الخروف، الجيش يوصله لحمة جاهزة لحد عنده.. بس بثقة وسيطرة وتنظيم”.
جريمة أمن قومي
وعلى الفور، وجّه الرئيس تعليماته للفريق أول محمد زكي بتشكيل “اللواء التاسع جزارين”، على أن يتلقى عناصره تدريبات مكثفة على يد أكبر أساتذة المجازر في مصر، بالتعاون مع وزارة الدفاع والطب البيطري ومصنع 99 الحربي.

وسيتم تجنيد مجازر متنقلة في كافة المحافظات تحت إشراف القوات المسلحة، لتكون الذبائح في مكانها “نضيفة ومؤمنة ومحدش يقدر يشكك فيها”، بحسب ما أكده بيان المتحدث العسكري.
وأعلن البيان أن أي جزار مدني يرغب في العمل خلال العيد القادم، سيكون ملزمًا بالحصول على رخصة من وزارة الدفاع، تشمل كشف هيئة، وتحريات أمنية، ودورة في الانضباط القومي.
الجيش هياخد التلت.. حق الله!
وفي مفاجأة اعتبرها الخبراء “عودة قوية للفقه المؤسسي”، أعلنت القوات المسلحة أن المبادرة تستند إلى مبادئ الشريعة الإسلامية، موضحة أن “الأضحية تُقسّم إلى ثلاثة أثلاث، والجيش بما يمثله من تضحية وفداء، أَوْلى من غيره بالتلت الأول”.
وأكد المتحدث العسكري أن هذا التلت “لن يضيع هباءً”، بل سيتم استخدامه في “رفع الروح المعنوية لقادة القوات المسلحة، ودعم الأمن الغذائي الاستراتيجي”، مشددًا على أن الشعب لازم يفتخر إن لحمة أضحيته راحت في مكانها الصح.
وأنهى البيان بجملة قال إنها مستوحاة من قول مأثور: “اللي يضحي عشانك طول السنة.. يستاهل تضحّي عشانه في العيد”.
لحمتك في إيد أمينة
كجزء من المشروع، سيتم إنشاء منصة إلكترونية موحدة باسم “لحمتك أمانة”، تسمح للمواطنين بطلب اللحوم مباشرة من جزارين القوات المسلحة، مع إمكانية الدفع مقدماً عبر المحفظة الحكومية الموحدة “فكة وطن”.
وتعهدت الحكومة أن تشمل الخدمة توصيل الطلبات إلى المنازل مصحوبة ببطاقة تهنئة موقعة من أحد ضباط المجزر، وتقرير طبي عن حالة الأضحية قبل وبعد الذبح، تحت شعار: “عشان تاكل وإنت مطمن.. لازم الجيش يطمن”.
الجزار الوطني.. وظيفة سيادية
وفي تطور مفاجئ، أعلنت الأكاديمية العسكرية المصرية عن فتح باب القبول في شعبة “علوم الذبح والانضباط” للطلبة المتفوقين في الثانوية العامة، على أن تشمل المناهج: أخلاقيات الجزار العسكري، سكين وصفيحة 101، وأساليب مواجهة الأضاحي الهاربة.
وقال اللواء سيف الجزار المشرف على المبادرة، إن “البلد في حاجة لجزارين وطنيين مش أي كلام، علشان مايبقاش مستقبلنا مرهون بجزار بليد بتهرب منه الأضاحي”.
ضربة قوية لمافيا الأضاحي
من جانبه، اعتبر الإعلامي أحمد موسى أن المشروع بمثابة “ضربة قوية لمافيا الجزارين العشوائيين”، وقال: “الرئيس شاف الناس بتجري ورا العجول في الشوارع، وقال لأ، كده كتير.. مصر محتاجة لحمة لكن بكبرياء وشموخ وعزة نفس.. أيوه أومال إيه أنا بقول أهو”.
وأضاف موسى بنبرة حماسية: “الرئيس دخل ساحة اللحمة بقوة… أيوه أهو، دخل السوق وهو رافع راسه، مش زي اللي بيتسللوا وياخدوا دبحهم ويجروا، إحنا عندنا دولة بتفكّر، بتدير، ولازم نقف في ضهرها وندعمها، ونضحي عشانها كل يوم مش في العيد بس هههه”.
أما الإعلامي نشأت الديهي، فطالب بتعميم النموذج على مختلف قطاعات الحياة قائلاً: “ليه بس نقصر التجربة على الجزارين؟ ليه ما نبدأ نفكر في سباكين القوات المسلحة؟ نقّاشين تابعين للأمن القومي؟ ده يضمن البلد من كل الجهات: من فوق، من تحت، من الحيطان، من المواسير… كله يبقى وطني!”
واقترح الديهي استحداث ما سمّاه “مبادرة وطنية للمهن الحساسة”، تكون تحت إشراف هيئة الشؤون المعنوية، بحيث يُمنع أي مواطن من التعامل مع عامل أو فني إلا بعد التأكد من خلفيته الوطنية، قائلًا: “المواطن لازم يحس بالإطمئنان والجيش هو صمام الأمان”.