مصر: جامعة الدول العربية ليست لقمة سائغة مثل تيران وصنافير

جامعة الدول العربية

جامعة الدول العربية تظل هي الكيان الوحيد في العالم العربي الذي لا يعرف الراحة من الأزمات، ولا يهوى شيئًا كاجتماعات الطوارئ، تظل هي الكيان الوحيد اللي عمره ما غاب عن الشاشة، رغم إنها تقريبًا
ماعملتش حاجة من ساعة ما طلعت للنور في الأربعينات.
اجتماع ، نقاشات، تصريحات، شجب ، إدانة.. و كل عام وأنتم بخير! 

لكن فجأة، الموضوع اختلف!
جامعة الدول العربية اللي طول عمرها قاعدة في القاهرة من أيام عبد الرحمن عزام لحد ما بقت جزء من ديكور التحرير – فجأة بقت مطلوبة، وعرسانها كتير، والخلايجة كلهم بيدقوا بابها.

الإمارات شايفاها عروسة واجهة، تمشي بيها في مولات أبو ظبي وتقول للعالم “بصوا عندنا جامعة ناطقة بالعربية”.

والسعودية عايزاها تدخل ضمن الرؤية: جامعة 2030.

أما القاهرة، فشايفة جامعة الدول العربية بنتها، اللي ربتها على إيدها، وصرفت عليها دم قلبها، وحالف يمين تلاته ما تخرجش من البيت حتى لو جالها مخترع البترول نفسه.
فما القصة؟:

شعار جامعة الدول العربية

مصر الدولة الوحيدة الموجود بها شارع جامعة الدول العربية.. لو الجامعة راحت السعودية حنعمل في الشارع إيه؟

مصر بتأكد انها الأحق والأولى برئاسة الجامعة العربية .. لاننا الدولة الوحيدة العربية اللي عندها شارع جامعة الدول، ولو السعودية خدت الجامعة احنا هنعمل ايه في الشارع؟ ومن باب اثبات حسن النوايا عرضت مصر على السعودية التنازل لها عن ميدان لبنان، لكن جامعة الدول صعب وزحمة!

شارع جامعة الدول العربية – المهندسين

جامعة الدول العربية ليست كتيران وصنافير

مصر قدمت السبت علشان تلاقي الحد، لكن للأسف السعودية تناست سماحة مصر في التنازل عن تيران وصنافير، وفهمت الموقف المصري على انه ضعف وتنازل عن مقدرات وأرض مصر! لكن الموضوع مش كده.. الموضوع إن ربنا مقسم الأرزاق، والمفترض محدش يبص لحد في رزقه! يعني هل ممكن مصر تطالب بنقل الكعبة؟ ولا برج الساعة حتى؟

أخيرا بقى لو عايزين تاخدوا الجامعة مننا.. فحق الله تدفعوا لنا خلو رجل مناسب أو نخلي أمين الجامعة واحد مصري ونديله الجنسية السعودية ويبقي شرك لنا احنا الاتنين زي ما عملتوا مع عمرو أديب وكلنا مبسوطين

القاهرة وجامعة الدول العربية.. قصة حب لا تنتهي!

القاهرة لا تنوي التفريط في جامعة الدول العربية
ففي بيان رسمي من مكتب رئيس الوزراء مصطفى مدبولي قال فيه: “الجامعة دي من مقتنيات الدولة، زي تمثال نهضة مصر وتمثال سعد زغلول… مينفعش تتنقل!”.
وعلشان الكلام يوصل للعالم، دخل الإعلام المصري على الخط ، والبداية من الإعلامي أحمد موسى الذي خرج في برنامجه ممسكًا صورة قديمة للجامعة وقال بانفعال:
“اللي يفكر يطلع الجامعة من مصر، يبقى بيلعب في خط أحمر وطني لا يُسمح المساس به… الجامعة في مصر، وهتفضل في مصر، وأي كلام غير كده هو خيانة للقومية العربية!”

أما نشأت الديهي فكان أكثر شاعرية، وقال:
“الجامعة العربية يا سادة، هي نخلة في جنينة مصرية، ومينفعش تاخد النخلة وتزرعها في رملة غير الرملة اللي اتولدت فيها… الإمارات والسعودية إخواتنا، بس في فرق بين الأخ اللي بيزورك، والأخ اللي عايز ياخد منك عفش بيتك!”

أما عمرو أديب المصري السعودي فقرر يبقى حنون وقال:
“أنا مش فاهم الجامعة هتروح أبو ظبي تعمل إيه؟ بس وإن كان ولابد ننقلها يعني ممكن تروح موسم الرياض وتبقى مكان للترفيه وأهو تبقى إسم على مسمى. 

السعودية: الجامعة جزء من الرؤية

في ظل التحولات الكبرى اللي بتحصل في المملكة، طبيعي يبقى فيه طموح لنقل الجامعة لمكان “يناسب المرحلة”.
الرياض بتقول: “ليه تفضل الجامعة هناك في شوارع القاهرة؟ تعالوا نحطها جمب نيوم”

يعني مش بس مقر جديد، دي كأنك بتحط الجامعة في برنامج تنمية مستدامة، وتحطها على بلاي ليست رؤية 2030 زيها زي رؤيتنا لتيران وصنافير. 

الإمارات: الجامعة وجهه اجتماعية 

الإمارات عندها وجهة نظر تانية…
مش شايفين الجامعة ككيان سياسي جامد، بالعكس، دي ممكن تبقى جزء من البراند الوطني، تتعمل جمب دار الأوبرا الجديدة، أو على بعد 3 دقايق من دبي مول.
السكرتير العام يحضر الاجتماعات، وبعدها يروح يعمل شوبينج… والعرب يقربوا من بعض من غير ما يتخانقوا.

الإمارات بتقول: “احنا نقدر ندي للجامعة شكل عصري… بدل ما هي محشورة في شارع فيه كبابجي وسوق خضار.”

جنازة حارة والميت كلب! 

تخيل إنك ماشي في حارة ضلمة، تلاقي ناس بيتخانقوا على عربية عطلانه من سنة 1975، وكل واحد عايز ياخدها يركنها قدام بيته، ويقول للناس: “بصوا… أنا اللي معايا العربية دي.”
دي نفس القصة، لكن بدل العربية، عندك جامعة الدول العربية.السعودية عايزاها، الإمارات بتتمناها، ومصر… ماسكة فيها بإيديها وسنانها.
مش مهم دور الجامعة إيه… المهم إن إحنا نقول جامعة الدول العربية ومقرها ميدان التحرير وسط القاهرة.