إبراهيم عيسى: التنوير الحقيقي من بوابة تل أبيب! 

إبراهيم عيسى تل أبيب

إبراهيم عيسى في الماضي البعيد شوية، كان يظهر في البرامج كواحد من رموز المعارضة المتوهجة، الرافضة للسلطة، المناصرة للفقراء، والمُغرم دائمًا بقضية فلسطين لدرجة إنك كنت تشعر إنه هيكتب اسمها على حملاته.

لكن في يوم من الأيام، وبدون سابق إنذار، وبعد مكالمة من رقم مجهول انقلبت الأمور فجأة، وصحى إبراهيم من نومه وهو يصرخ:
“يا إلهي! أنا كنت غلطان طول عمري! إسرائيل مش عدو.. دي دولة بتعمل Startup!”

ومن هنا بدأت مرحلة “التنوير الخفيف”، اللي بيبدأ دايمًا بإعادة تعريف الأسئلة البسيطة دي:
“يعني إيه وطن؟ ويعني إيه خيانة؟ وهل التطبيع فعلاً بيخدش الحياء ولا دي حاجه جميلة ومفيدة؟”

إبراهيم عيسى.. من المعارضة الوطنية إلى الواقعية العبرية 

في التسعينات، كان إبراهيم عيسى يكتب بماء الحبر الناصري عن قضايا الأمة، يتغنّى بفلسطين كأنها ابنته البكرية الشرعية، ويشتم أمريكا كلما عطس أحد في مجلس الشعب.

 أما الآن، فقد استبدل كلمات النضال السياسي بكبسولات فكرية معبأة بعبارات مثل: “إسرائيل دولة أمر واقع”، “التطبيع مش عيب”، و”الحل الوحيد مع العدو… هو أن تصافحه بقلب دافئ و هو مش هيعضك”.

إبراهيم عيسى

تحول إبراهيم عيسى من “تحيا فلسطين” إلى “تحيا شركات الأمن السيبراني الإسرائيلية” مشهد يستحق التأمل، خصوصًا لما ييجي من إعلامي كان بيبكي على الشاشة بسبب طفل فلسطيني.

الناس بتتغير؟ آه، بس مش لدرجة إنك تلاقي اللي كان بيحلم بعاصمة عربية موحّدة، بقى بيحلم بصورة سيلفي مع جنرال في جيش الاحتلال وتيتر تحتها: “فكّرنا واحد هدفنا واحد”.

التنوير من بوابة تل أبيب

في عالم إبراهيم عيسى، التنوير لا يُقاس بالأفكار، بل بتأشيرة دخول إلى تل أبيب سواء فعلًا أو قلبًا.
في قانون إبراهيم عيسى “اللي يرفض التطبيع متأخر ذهنيًا، لا يفهم العصر، يركب حمارًا في حين أن إسرائيل تصنع مركبات فضاء، وتصدّر ذكاءً صناعيًا.

في قانون إبراهيم عيسى “اللي مش مطبع متخلف.. عايش في الماضي.. يكره السلام.. و في قانون أصبحت شالوم أرقى وأفضل من السلام عليكم”

في قانون حمالات إبراهيم عيسى “المشكلة مش في إسرائيل، لا لا، المشكلة فيك إنت يا عربي.. يا مُعقد يا عاطفي ياللي مش عايز تبوس الأحذية وتقول شكراً”.

الشعب المصري.. الكائن المتخلف في دماغ إبراهيم عيسى

في قاموس إبراهيم عيسى، المواطن المصري كائن عجيب، كائن بدائي يستيقظ الصبح يشرب شاي بحليب ويكفر بالعلمانية، يروح الشغل يتخانق مع زميله عشان سورة الكهف.
كل ما الشعب يقول كلمة “لا”، إبراهيم يصرخ “جهل!”.
كل ما يهتف حد لفلسطين، يرد “شعب عاطفي!”.
وكل ما يرفض حد التطبيع، إبراهيم يطلّع الكارت الأحمر ويقول: “إنت كده عايش في العصر الحجري، وعدى عليك الزمن.

بدورنا في موقع مكتب الجمهورية الجديدة قررنا نعمل جولة ميدانية، ونسأل مسؤولين كبار في البلد:
“ليه إبراهيم عيسى شايف الشعب المصري متخلف؟”

في جولتنا قابلنا اللواء: برعي الناشف – مساعد رئيس جهاز الشد الإعلامي وسألناه عن رأيه في إبراهيم عيسى وقالنا:
“المشكلة كلها في الحمالة.. هو قالها لنا بصراحة وهو بيشرب قهوة: (أنا لو شلت الحمالة عن صدري، ممكن قلبي يساع الشعب). بس للأسف، الحمالة دي فيها خط كهربا بيوصل للمخيخ مقدرش اقلعها”

رسالة من تل أبيب إلى إبراهيم عيسى: “إنت حبيبنا”

من: وحدة العلاقات العامة – وزارة الشكر للمطبعين
إلى: الإعلامي المصري الأمين محب السلام – إبراهيم عيسى
الموضوع: شكر وامتنان دائم

عزيزي إبراهام عيسى،
(آسفين على الاسم، بس المترجم عندنا شايفه أكثر واقعية)
نحب نبدأ رسالتنا دي بعبارة بسيطة لكن عميقة:
“أنت حبيبنا”

 مش بس لإنك بتقول اللي إحنا بنفكر فيه، لأ.. ده ساعات بتقول اللي حتى إحنا بنخجل نقوله بصوت عالٍ.

تابعنا بحب شديد حلقتك الأخيرة، اللي قلت فيها إن “السلام مع إسرائيل هو الحل الوحيد”، وانبهرنا بإصرارك رغم سخونة الرأي العام، وصعوبة الموقف، وكلامك اللي دايمًا بيخلّي عندنا حالة من السعادة.

صدقنا يا إبراهيم، لو كل الإعلاميين العرب زيك، كنا عملنا مهرجان تطبيعي دولي، وعيّناك رئيس شرفي، وأهديناك مفتاح تل أبيب وإحنا مطمنين اوووووي. 

لو كل العالم شايف زيك يا إبراهيم إن احتلالنا مجرد “خلاف حدودي”، وأصوات الطائرات والقصف في غزة مجرد صوت “فولكلور شرقي”، وصور الشهداء في غزة مجرد “أزمة محتوى بصري متكرر” كنا كلنا ارتاحنا والله.
“مرة آخرى شكرًا يا إبراهيم أنت حبيبنا”