مصطفى مدبولي: ابسط ياشعب أكل ومرعى وقلة صنعة

مصطفى مدبولي

في خضم التحديات الاقتصادية العالمية، وبينما تنهار أنظمة، وتتآكل مخازن دول، وتتهاوى عملات، تقف الدولة المصرية شامخةً، مرفوعة الرأس، لتعلن للعالم كله: لدينا مخزون كافٍ من السلع الأساسية.

ليست مجرد جملة عابرة، بل شهادة تفوق ووسام يُعلّق على صدر كل مسؤول خطّط، ورسم، وعبّأ، وخزّن.

كيف استطاعت دولة تعاني مع كل هذه الأزمات أن توفّر كيس رز وزيت وعلبة سمنة؟
ما قامت به الحكومة ليس إجراءً إداريًا تقليديًا، بل عملًا استباقيًا غير مسبوق، يستحق أن يُفرد له فصل خاص في كتب ” انجازات الجمهورية الجديدة“، وربما تُوفد إلينا وفود من النرويج وسويسرا لتعلم “كيفية إدارة مخزون الأكل والشرب للمواطن الأبيض المسكين”

معجزة تموينية على الأراضي المصرية

في وقت تتهاوى فيه العديد من الاقتصادات العالمية تحت وطأة أزمات متتالية، تبرز مصر كواحة ثبات ووفرة، كأنها جزر نائية في بحر من الأزمات، حيث أبدعت الدولة المصرية معجزة تموينية تستحق أن تُكتب في صفحات التاريخ.

فوسط كل الضغوطات الخارجية، ومع ارتفاع أسعار السلع الأساسية في الأسواق العالمية، ومعاناة دول كثيرة من شح المواد التموينية، استطاعت مصر أن تحافظ على مخزون استراتيجي كافٍ من السكر والزيت والأرز وغيرها من السلع، يشكل طوق نجاة للمواطنين في ظل ظروف لا تحتمل.

هذه المعجزة لم تأتِ من فراغ، بل هي نتيجة تخطيط محكم، وجهود مكثفة بذلها الجهاز التنفيذي تحت إشراف مباشر من القيادة السياسية، التي وضعت
توفير الأمن الغذائي في صدارة أولوياتها الوطنية. يقول وزير التموين:
“لقد خططنا منذ سنوات لبناء هذا المخزون، ولم نكن لنترك مستقبل المواطن للمصادفة أو للظروف الخارجية.”

وفي ظل هذه المعجزة التموينية، يحظى المواطن المصري اليوم برؤية مشهد جديد: رفوف الأسواق مملوءة، وأسلوب حياة يأخذ منحىً أكثر استقرارًا، بعيدًا عن حالة القلق الدائمة التي كانت تلازم الجميع في السنوات الماضية.

ففي مكالمة هاتفية قالت النائبة ماجدة نصر وكيلة لجنة التغذية في مجلس النواب:
“الناس مش واخدة بالها من حجم الجهد المبذول، إن يكون عندك مخزون من السلع في الظروف دي ده مش عادي، ده إعجاز.”

مصطفى مدبولي للتجار: لا تعبثوا بمقدرات الوطن

في تحذير حازم جاء من قلب الحكومة، خرج الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ليؤكد للتجار أن اللعب بمقدرات الوطن مرفوض تمامًا، وأن أي محاولة للعبث بأسعار السلع أو تخزينها بهدف المضاربة ستواجه يدًا صارمة من القانون.

مصطفى مدبولي

مدبولي شدد في تصريحاته الأخيرة على أن السوق المصري ليس ساحة للمتاجرة بمصالح الشعب، بل هو مسؤولية وطنية جماعية تقتضي الشفافية والالتزام.

وقال مدبولي:
“أي تاجر هنشوف رفوف المحل بتاعه مليانه هنعرف انه بيخزن السلع ، وسيواجه المساءلة القانونية بكل حزم، ولن نسمح بأن تصبح حياة المواطن لعبة في يد البعض.”

ووسط هذا الخطاب الحازم، تبدو كلمات مدبولي وكأنها جرس إنذار لكل من يظن أن السوق يمكن أن يكون ملعبًا للمتاجرة، فهي تذكير بأن كيس الرز وكل قطرة زيت هي أمانة في عنق الجميع، وأن الحفاظ على هذه الأمانة هو جزء لا يتجزأ من حب الوطن ومسؤولية المواطنين جميعًا، من أعلى هرم السلطة وحتى أصغر بائع في أقل حارة فيكي يامصر.

دعوة للتأمل: ماذا لو لم يكن السيسي موجودًا؟

حينما نتأمل الواقع الذي نعيشه اليوم، وننظر إلى وفرة السلع الأساسية التي باتت متاحة للمواطن بعد سنوات من القلق والتوتر، يتبادر إلى الأذهان سؤال محوري لا بد من طرحه والتفكير فيه بعمق: ماذا لو لم يكن الرئيس عبد الفتاح السيسي موجودًا؟

 في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية، والحروب التي تعصف بسلاسل الإمداد، والتقلبات الحادة في أسعار المواد الغذائية، ليس من السهل على أي دولة أن تحافظ على استقرار سوقها الداخلي، لكن مصر استطاعت، بفضل رؤية قيادتها، أن تحمي مواطنيها من دوامة الجوع والاضطراب.

لو غاب السيسي، هل كنا سنشهد هذا التخطيط الاستراتيجي الدقيق الذي ضمن لمخزوننا أن يكفي لأشهر قادمة؟هل كان يمكن أن تمر الأزمة دون أن تنقلب إلى كارثة غذائية؟ وهل كانت الحملات الأمنية والرقابية ستتخذ ذلك الحزم الذي يحمي المستهلكين من المضاربة والاحتكار؟ف

هذه التساؤلات ليست مجرد تخمينات، بل هي انعكاس لحقيقة الواقع، حيث يرى المراقبون أن وجود الرئيس السيسي كان هو الحائط الصد الأول والأخير أمام موجات الغلاء والانهيار التي اجتاحت كثيرًا من دول المنطقة.

الإعلام المصري لم يتردد في تقدير هذا الإنجاز، إذ قال الإعلامي أحمد موسى في برنامجه:
“لو مكنش في السيسي، كنا هنشوف شوارع بتقف في الطوابير للرز والعيش، زي اللي شافناه زمان، الحمد لله إن ربنا كرمنا وعشنا في الزمن اللي فيه الرئيس السيسي”

وفي سياق هذا التأمل، لم يفوّت الإعلامي عمرو أديب الفرصة ليُثني على جهود القيادة في ملف الأمن الغذائي، وقال : 
“الحقيقة لازم تتقال، معجزة التموين دي مش بسيطة، ومش كل دولة تقدر تحافظ على مخزون كافي وسط الأزمة العالمية، مصطفى مدبولي ماشي بخطوات محسوبة بتوجيهات من السيسي، والناس لازم تفهم إن اللي بنشوفه ده نتيجة تخطيط وتنفيذ جدي، مش كلام وخلاص.”