احذر.. الطريق الإقليمي فيه زيت قاتل

في لحظة وطنية فارقة، وبينما تسعى الجمهورية الجديدة إلى بناء الإنسان وتشييد الكباري والطرق، خرجت الحقيقة أخيرًا إلى النور، أُزيح الغبار عن سر خطير طالما تجاهله المواطن العادي، وانشغل عنه الإعلام الوطني المخلص: حوادث الطرق في مصر ليست مسؤولية الدولة.
بل، وبحسب ما صرّح به المفكر الوطني والمحامي القدير مختار نوح، فإن حوادث الطرق هي نتاج مباشر لمؤامرة إخوانية خسيسة، تهدف إلى ضرب استقرار البلاد من تحت عجلات النقل الثقيل، وذلك من خلال تكتيك إرهابي مبتكر: إلقاء الزيت على الأسفلت.

نعم، أخيرًا تم كشف المستور، الدولة بريئة، والوزير كامل الوزير بريء، والمهندس اللي نسي يحط مطب قبل المدرسة الابتدائي كمان بريء، الكل بريء.. إلا الإخوان.
في الجمهورية الجديدة، لا يُعقل أن تقع الكارثة إلا بفعل خارجي، لا توجد حفر، بل فِخاخ أعدّها العدو، لا توجد مطبات غير مرئية، بل هجمات نفسية منظمة، لا توجد إهمالًا في الصيانة، بل طعنات غادرة من أعداء الوطن تُسكب في صورة زيت عباد شمس مقلوب على الطريق الدائري الإقليمي.
الرسالة واضحة: كامل الوزير ليس بحاجة إلى تطوير قطاع النقل، بل إلى دراسات أمن قومي في مكافحة الزيوت التخريبية، بل إن الأمر يستدعي الآن أن نعيد النظر في كل حادث مروري سابق: هل كان فعلًا نتيجة نوم السائق؟ هل كان السائق واقع تحت تأثير المخدرات ؟ أم أنه ضحية شاي عليه زجاجة زيت إخواني؟ هل غفلت الحكومة؟ أم أن عينها الساهرة كانت تراقب العدو، لكن العدو زلق؟
أما المواطن، فدوره الآن أن يتفهم حجم المؤامرة، أن يتوقف عن توجيه النقد لخطط الدولة الطموحة، وأن يتبنى خطاب المرحلة: الحوادث مش مسؤولية حكومية.. الحوادث مؤامرة زيتية
كامل بريء.. والزيت متهم
في الجمهورية الجديدة، لا يخطئ المسؤول، هذه عقيدة دولة، وليست مجرد نظرية وضعها الرئيس السيسي.
فالفريق كامل الوزير، ابن المؤسسة العسكرية، رفيق الإنجاز، وقائد قطارات التطوير، لا يمكن أن يكون مسؤولًا عن حادثة طريق أو انقلاب أتوبيس أو تصادم ميكروباص، هو فقط موجودًا على رأس وزارة النقل! فقط هو الوزير لا أكثر.

لذلك، فإن تحميل الفريق كامل الوزير أي مسؤولية هو نوع من التجاوز، بل وقد يُعتبر تشكيكًا في “النوايا الوطنية”، ولو أن هناك جريمة قد وقعت فعلًا، فإن كل الأدلة – حسب المصادر – تشير إلى “وجود آثار زيت” في مكان الحادث، ما يثبت أن الحادث مدبَّر من الخارج، وربما من تركيا أو الدوحة، أو من وحدة تنظيمية خاصة في بني سويف.
وتقول المصادر الإعلامية إن الوزير يتعرض لحملة ممنهجة تهدف لتشويهه، لأنه ببساطة.. ناجح جدًا، فكل طريق يتشقّ، وكل كوبري يتبني، وكل نفق ينزل، هو فرصة جديدة لأعداء الوطن لتزليقه بزيت الفشل.
وقد صرّح أحد الإعلاميين المقربين من أجهزة التوضيح الوطني قائلًا:
الوزير مش مسؤول عن الزيت.. الوزير مسؤول عن الرؤية، والإخوان مسؤولين عن كل المصايب اللي بنشوفها في البلد.
الناجي الوحيد من حادثة الطريق الإقليمي: شمّيت ريحة زيت عباد الشمس
في شهادة إنسانية مؤثرة، خرج الناجي الوحيد من حادثة التصادم المروّعة أعلى الطريق الدائري الإقليمي بتصريح هزّ وجدان الوطن، حيث قال باكيًا:“ماحستش بحاجة.. غير إني شمّيت ريحة زيت عباد الشمس قبل الخبطة بثواني.”
التصريح أثار عاصفة من التساؤلات، فتح الباب واسعًا أمام الجهات المعنية لتبدأ ما وصفته بـ”التحقيق في احتمالية العمل التخريبي”، خاصة بعد تكرار حوادث مشابهة في توقيتات مشبوهة وعلى طرق تم تطويرها حديثًا ضمن إنجازات الجمهورية الجديدة.
مصادر أمنية رفيعة أكدت أن “نوع الزيت المستخدم” هو ما يرجّح فرضية الإرهاب، موضحة أن “زيت عباد الشمس مش موجود في تموين الغلابة، وده في حد ذاته مؤشر على تمويل خارجي”.
و في لقاء له على أحد قنوات المتحدة أكد أحد خبراء الطرق والكباري أن الحادث ليس قضاءً وقدرًا، بل “خطة شيطانية لضرب هيبة الطريق الدائري”، وأضاف بصوت متهدج:”هو المواطن يشتري عربية بقسط 10 سنين عشان ييجي زيت إخواني يلبّسه الرصيف؟! فين الوعي؟!”
وتابع آخرون التنبيه إلى أن الحادث وقع في منطقة غير مراقبة بالكاميرات، مما يعزز احتمالية التسلل الليلي لعناصر خارجة عن القانون مزوّدين بزجاجات زيت، ودوافع هدم الاستقرار.
الضحايا، بحسب بيان الداخلية، “راحوا في سبيل الوطن”، بينما تم تصنيف الحادث كعمل عدائي يتطلب التكاتف، وتفويضًا جديدًا لو استدعى الأمر.
الإعلام المصري يفضح المؤامرة
في ملحمة وطنية إعلامية جديدة، استنفر الإعلام المصري كامل طاقته لكشف أبعاد المؤامرة التخريبية التي استهدفت الطريق الدائري، والتي استخدم فيها المتورطون – بحسب الأدلة “التحليلية” – زيت عباد الشمس كأداة رئيسية في تنفيذ الجريمة.
الإعلامي أحمد موسى، في حلقة خاصة من برنامجه، وقف أمام شاشة عملاقة ليرسم خريطة انتشار بقع الزيت في مختلف محافظات الجمهورية، مؤكدًا أن”ده مش زيت.. ده سلاح بيتم تهريبه جوه برطمانات! واللي بيحصل مش حوادث عادية، ده إرهاب ناعم.”

أما الإعلامي نشأت الديهي، فربط بين حادث الدائري وانخفاض أسعار زيت التموين، مشيرًا إلى أن هذا التوقيت ليس بريئًا، وقال: “إحنا قدام حرب اقتصادية.. بيولّعوا الطرق بزيت التموين اللي اتوفر عشان يسيئوا لصورة الحكومة، ويشككوا في مشروع الـ1000 محور.”

وفي فقرة تحليلية أطلقها الإعلامي عمرو أديب، أكد أن الموضوع “أخطر مما يبدو”، قائلًا:
“الإخوان مش هيسيبوا البلد تهدا.. كل ما الدولة تحقق طفرة في البنية التحتية، تلاقي زيت على الأسفلت! همّا فكرهم متبلّغش في المرور!”
ولم يتأخر إبراهيم عيسى عن إبداء رأيه هو الآخر، فحذّر من “الاستسهال الأخلاقي” في الحكم على الحوادث، مؤكدًا أن “اللي بيرمي زيت ده مش مجرد شخص عنده نية تخريب.. ده شخص عنده أزمة مع مفهوم الدولة الحديثة.”
كل هذه التصريحات جاءت في سياق موحّد: تحميل قوى الشر مسؤولية ما يحدث على الطرقات، وتبرئة كامل الوزير والمؤسسات من أي تقصير، مع دعوة المواطنين إلى “عدم الانسياق وراء الشائعات”، و”استخدام الفرامل بحذر”، و”شراء الزيت من مصادر موثوقة” وبينما لا تزال التحقيقات جارية.