الاحتياطي النقدي: من الخزنة إلى الشكارة

في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، ومع ازدياد التهديدات السيبرانية ومحاولات الغرب الممنهجة للتجسس على أرصدة الدول النامية، وبعد حريق سنترال رمسيس الكبير منذ يومين، قررت مصر أن تسبق العالم بخطوة، وأن تدخل مرحلة ما بعد البنوك، عبر مشروعها السيادي الفريد: حفظ الاحتياطي النقدي في “شكاير خيش”.
مصادر سيادية مطلعة كشفت للجمهورية الجديدة أن هذه الخطة بدأت منذ عدة أشهر، بعد توصية مباشرة من لجنة الأمن الاقتصادي القومي تحت عنوان المثل الشعبي الشهير
“ماتحطش البيض كله في سلة واحدة”
وقال اللواء خيرالله المربوط خبير حفظ السيولة ووكيل جهاز حماية الجنيه – إن هذه الخطة تأتي ضمن توجه الدولة لتحقيق السيادة النقدية الكاملة، بعيدًا عن الابتزاز الإلكتروني والهاكرز المتحكم فيه الدول الأجنية وأهل الشر
وأضاف: “كل بنك في العالم قابل للاختراق، لكن الشوال عمره ما هيخونك! أنت لما تشيل فلوس بلدك في شوال خيش وتحطه في مغلق طيني خلف جامع أثري، ده مش تخلف يا أستاذ، دي عبقرية أمنية مفيش مخلوق في العالم هتيجي في باله، وخصوصا بعد حريق سنترال رمسيس شووف لو كنّا حافظنا على النت والمعلومات بردوا في شكاير ولا حاجه مكناش وقعنا في المشكلة دي”.

وتعليقًا على المخاوف من تلف الأموال، أكد مصدر في لجنة “المعادلة بين الرطوبة والسيولة” أن نوعية الشكاير المستخدمة “صنعناها خصيصًا في ورش تابعِة لوزارة التموين سابقًا ووزارة الدفاع حاليًا”، وتم تدعيمها بأربطة ذكية “Smart Ropes” تُصدر صفيرًا عند أي محاولة فتح مشبوهة.
يُذكر أن الفكرة جاءت بعد الحريق الأخير في سنترال رمسيس، حين تم تداول شائعات عن فقدان بيانات اقتصادية حساسة، لكن سرعان ما أكدت الدولة، أن كل الاحتياطيات النقدية بخير وأنها أصلًا كانت محفوظة من زمان في شوال كبير، موجود في بدروم آمن تحت أرضية مسجد مهجور من أيام محمد علي، محاط بسبع كلاب بوليسية وأربع عجائز بيلعنوا الدولار كل ما يعدّي.
الاحتياطي النقدي: من المركزية إلى الشكايرية
لطالما تباهت الدول المركزية حول العالم ببنيتها المصرفية الصلبة وأنظمتها المحوسبة عالية الكفاءة، لكن مصر – كما عوّدتنا دومًا – رفضت أن تسير في صفوف القطيع، فبينما كانت أوروبا تناقش مستقبل العملة الرقمية والذكاء الصناعي النقدي، كانت مصر تجهّز للانتقال التاريخي من المركزية إلى “الشكايرية“، في أكبر عملية فك ارتباط مصرفي شهدتها المنطقة في التاريخ.
في البداية، كانت الأموال تُدار من قلب البنك المركزي، تحيط بها كاميرات مراقبة، وأنظمة حرارية، وخبراء اقتصاديين، لكن التجربة أثبتت أن هذه الهالة التكنولوجية قد تكون فخًا مميتًا ، وهنا ظهرت نظرية “التحول الشكايري” كحل عبقري غير تقليدي

وقد دعّمت الدولة هذا التوجّه بإنشاء وحدات جديدة تحت اسم “الإدارة العامة للشكاير السيادية”، مهمتها إعادة توزيع النقد في شكاير موزعة جغرافيًا حسب درجة الحرارة ونسبة الرطوبة في كل محافظة.
في هذا النظام الجديد، تم تقسيم الشكاير إلى ثلاث فئات:
شكاير سيادية (رمادي مزخرف): تُستخدم للاحتياطي النقدي طويل الأجل.
شكاير تنشيطية (بيج فاتح): للدورة الاقتصادية القصيرة وتحفيز الأسواق المحلية.
شكاير طوارئ (أحمر فاقع): يتم تفريغها في حال اضطرابات سياسية أو ظهور خطر من صندوق النقد.
وقد أشار اللواء/ أنور الخيشة– رئيس جهاز المخابرات المالية الخاصة بمواد التعبئة – أن مصر تستعد خلال العامين القادمين لإطلاق مشروع “المركز الوطني للشكاير الاستراتيجية”، وهي خطوة تُعد الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، وتؤكد تحول البلاد من اقتصاد قائم على البنوك إلى اقتصاد يقوم على الخيش، في إطار ما يعرف اقتصاديًا بـ”Decentralized Sack Finance” أو DSF.
دولة الشكاير العظمى
لم تعد مصر تُقاس اليوم بعدد مصانعها أو احتياطيها من الذهب، بل بعدد الشكاير المنتشرة استراتيجيًا على أرضها، نحن نتحدث عن منظومة متكاملة تدير ثروات البلاد بعقلية الخيش المتطور، في إطار ما أطلق عليه الرئيس التنفيذي لصندوق “التدبير الشعبي السيادي” اللواء/ سمير الخشن:
“رؤية مصر 2030 في تعبئة مواردنا كلها في شكاير”
وفي تصريحات خاصة أدلى بها المستشار/ نزيه فخدة – رئيس اللجنة العليا لمكافحة التسرب – قال: “إحنا دلوقتي بننقل الاقتصاد من النظام البنكي العقيم، لنظام دافئ، ملموس، المواطن لما يشوف شوال فيه فلوس، بيحس إن فيه أمل، ما بيحسش كده لما يشوف رقم على الموبايل، دي حاجه باردة!”
الرؤية الجديدة تؤمن بأن الشوال ليس مجرد وسيلة تخزين، بل هو فلسفة حياة، ولذلك، تم إعداد حملة إعلامية تحمل شعار:
“شوالك أمنك.. خيشك ضمانك” ، بالتعاون مع وزارة الثقافة وقطاع الأمن الشعبي الموحد، ليتم بثها عبر قنوات التوك شو، والمدارس، ومراكز شباب الجمهورية الجديدة.
ومع توسع هذا المشروع، بدأت الدول المجاورة في إرسال وفود اقتصادية سرية إلى مصر، لدراسة نموذج الشكاير، وقد قال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين في تصريح لموقع “الجمهورية الجديدة”: “ما فعلته مصر في هذا المجال يفوق ما قدمه صندوق النقد الدولي في 30 سنة نحن نعيد تقييم علاقتنا بالصندوق والبنوك وندرس تعميم نظام الشوال الموحد”
صدمة أوروبية وفخر مصري
لم تمضِ ساعات على إعلان خطة حفظ الاحتياطي النقدي في الشكاير حتى انطلقت ردود الأفعال الدولية ، فعلى الصعيد الدولي، اتخذت الحكومات موقفًا متباينًا بين دهشة صامتة وترقب حذر، ففي واشنطن، قال مصدر رفيع المستوى في وزارة الخزانة الأمريكية:”في البداية اعتقدنا أنها مزحة أبريل ولكن أتت بشكل مبكر، لكن سرعان ما أدركنا أن مصر جادة نحن ندرس إمكانية استيراد بعض تقنيات الخيش لاستخدامها في حماية احتياطياتنا.”
أما في بروكسل، أبدت بعض المفوضيات الأوروبية اهتمامًا خاصًا بموضوع “الاقتصاد القماشي”، وأعلن المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي خلال مؤتمر صحفي:”نحن ننظر إلى تجربة مصر كشريك استراتيجي في مجال الاقتصاد التقليدي والتضامن البيئي، وندعو إلى عقد قمة عالمية لاقتصاد الشكاير في 2026.”
أما الإعلام المصري، فكان المشهد أشبه بحفل كرنفالي احتفالي، حيث انطلقت المذيعات والمذيعون في برامج التوك شو يروجون لما أسموه بـ”التحول الاقتصادي الثوري” تحت شعار: “الشكاير.. مستقبلنا ومستقبل أجيالنا”
وفي قناة “صدى البلد”، قال الإعلامي أحمد موسى: “اللي مش فاهم، الشوال ده مش مجرد كيس، ده درع اقتصادي ضد الأزمات العالمية ودلوقتي بقينا الدولة الوحيدة اللي محدش يقدر يعملنا أي حاجة.”

وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، كتب الناشط لؤي الخطير بوست قال فيه:”بعد ما كان الاحتياطي في البنوك، والغريب والقريب عارف عندنا كام دلوقتي محدش هيعرف اللي عندنا الا الرئيس عبدالفتاح السيسي بس وبكده هنبقى محافظين على أسرار الدولة.”
في الختام، وبالرغم من سخرية البعض، يبدو أن خطة حفظ الاحتياطي في الشكاير لم تترك أحدًا في المنطقة إلا وتحدث عنها، وبين السخرية والتقدير، تستمر مصر في تقديم نموذجها الفريد للاقتصاد العصري الاقتصاد الذي يمكنه حمل الثروات وأحلام الأوطان داخل خيشة متينة، لا تهتز أمام أي أزمة وخصوصا لو حريق زي بتاع سنترال رمسيس كدا.