أحمد الباز.. من مطبخ الكبابجي إلى المطبخ السياسي

في زمنٍ باتت فيه الحدود بين مؤسسات الدولة ومؤسسات الطهي قابلة للتتبيل، لم يكن مستغربًا أن يطلّ علينا السيد أحمد الباز، صاحب مطعم “قصر الكبابجي”، مترشّحًا لعضوية مجلس الشيوخ، في لحظة سياسية لم تعد تفرّق كثيرًا بين “اللجنة التشريعية” و”قائمة المشويات”.
لم يتقدّم الرجل ببرنامج انتخابي تقليدي، بل جاء بمفهوم جديد للسياسة: سياسة تُدار على نار هادئة، تُتبل بحذر، وتُقدَّم ساخنة.

هو لا يرى فرقًا كبيرًا بين “الموازنة العامة” و”ميزان الكباب”، كلاهما يحتاج إلى انضباط، وكلاهما إذا اختلّ احترق، لم يتحدّث عن خطط قومية معقّدة، بل قالها صريحة: “الناس جعانة، وأنا أعرف اشبعهم كويس وبينما يوزّع البعض وعودًا، سأوزع انا طواجن”
ترشّح أحمد الباز لم يكن عبثًا، بل انعكاسًا طبيعيًا لمرحلة بات فيها كل شيء قابلاً للهضم بما في ذلك العمل التشريعي، وفي بلدٍ سمعنا فيها عن “نوّاب الخدمات”، و”نوّاب المصالح”، صار لدينا الآن نائب الشواية، الذي يرى أن “من لا يحترم حرارة الفحم، لا يستحق الجلوس تحت قبة البرلمان.”
أحمد الباز: عدالة على سيخ الشاورما
من داخل “قصر الكبابجي”، حيث تلتقي نكهة الضأن بتوازن السلطات، أعلن المرشح المحتمل لمجلس الشيوخ أحمد الباز برنامجه الانتخابي الذي حمل شعارًا واضحًا:
“عدالة على سيخ الشاورما”.
ابتعد الباز تمامًا عن الشعارات التقليدية مثل “محاربة الفساد” و”تمكين الشباب”، وركّز بدلًا من ذلك على مفاهيم مستمدة من عمق تجربته المهنية، مؤكدًا أن:”الفساد مش يتقصّع وبيتشوي على نار هادية.”

يقترح الباز إنشاء هيئة عليا لتتبيل القوانين، مهمتها مراجعة التشريعات قبل صدورها، للتأكد من أن مذاقها مناسب للمزاج العام، ولا تحتوي على توابل زائدة قد تثير الحموضة السياسية.
أما في مجال العدالة الاجتماعية، فقد قدّم مفهومًا جديدًا بعنوان:
“العدالة السائلة”، وهي نوع من الإنصاف يتوزّع بالتساوي في صواني كبيرة، ويوزع على دوائر الدولة مثل المحشي في المناسبات، وفي ورقة سياسات مُسرّبة من مطبخه الانتخابي، ظهر مقترح تعديل دستوري يتضمّن:
المادة 14 (ب): “لكل مواطن الحق في رغيف وسندويتش لا ينقصهما ملح الكرامة.”
المادة 36 (ج): “القرارات المصيرية تُناقش أمام صواني الحمام والبط، مينفعش ننقاش قرار مصيري واحنا جعانين.
كما طالب الباز بتحويل الجلسات العامة في المجلس إلى “طاولات مدوّرة”، تسهّل الحوار وتتيح تمرير الصوص بين الأعضاء، في مشهد ديمقراطي مشبع بالمحاشي واحترام اختلاف الأذوق
وفي تصريح له على هامش حفل شواء انتخابي، قال:”مشكلتنا في مصر مش في القوانين، مشكلتنا إن محدش بيتبّلها بضمير.”
مجلس الشيوخ.. شواية ولا على الفحم؟
منذ لحظة إعلان أحمد الباز ترشّحه، ساد تساؤل منطقي بين الجمهور:
هل مجلس الشيوخ محتاج عضو عنده خبرة في الأكل أكتر من التشريع؟
في منظور الباز، الإجابة نعم – فالمجلس، كما يقول، لا يحتاج فقط لأصوات ومواد قانونية، بل يحتاج إلى نَفَس حلو ، وفهم عميق لفارق الطعم بين القرار المسلوق المقلوب بسرعة والقرار المشوي على نار هادية.
أحمد الباز لا يرى مجلس الشيوخ كمكانٍ للحوارات الجافة، بل كـشواية عملاقة تضع فيها القوانين النيئة، وتُترك على نار المشاورة حتى تستوي تمامًا.
وأضاف في لقائه على قناة “ستيك نيوز”: “كل مشروع قانون هو قطعة لحمة، إما تستوي وتطرى، أو تتحرق وتتبهدل.”
يرى أحمد الباز أن بعض اللجان البرلمانية تُدار الآن كأنها شوايات كهربائية: سريعة، صامتة، بلا طعم بلا صوت وأحيانا بلا فائدة ولذلك قدم أحمد الباز مقترحًا غير تقليدي لتطوير الجلسات: ألا و هو تركيب مداخن في القبة البرلمانية لضمان التهوية أثناء مناقشة الملفات الدسمة.
قصر الكبابجي.. أول لجنة طهي تشريعية في الشرق الأوسط
منذ إعلان ترشّحه لمجلس الشيوخ في الجمهورية الجديدة، لم يعد “قصر الكبابجي” مجرد مطعم، بل بات يُنظر إليه باعتباره حاضنة سياسية و”مدرسة في الإدارة التشريعية”، الفكرة التي يطرحها أحمد الباز تتجاوز مفاهيم الأحزاب والبرامج، وتدخل مباشرة في عمق المطبخ البرلماني، حرفيًا. فالرجل يرى أن كل ما يحدث في البلد، من قرارات إلى قوانين، يحتاج إلى “نَفَس طبّاخ” لا “الى رجل سياسي بتاع الكلام”.
تحت هذا الشعار، اقترح الباز إنشاء أول لجنة نوعية في الشرق الأوسط تحت مسمى:
“لجنة شؤون الطهو التشريعية”، وتتولى اللجنة، حسب تصوّره، المهام الآتية:
– تقييم حرارة القوانين قبل تقديمها للتصويت، وهل هي “مستوية ولا نيّة”.
– ضبط تتبيلة القرارات السيادية، لتصبح أقرب للمذاق الشعبي.
– عرض “صينية المشروعات القومية” بعد تغطيتها جيدًا
– إعادة تدوير الوعود القديمة في هيئة “طواجن جديدة” مع شوية تسخين من الإعلام هتبقى زي الطواجن الجديدة بالظبط.
حزب اللحمة الوطنية
في لحظة تاريخية فارقة، ووسط تصاعد التوترات السياسية المحلية والعالمية، ظهر للوجود كيان جديد يُبشّر بعصر من التماسك الاجتماعي والنضج المؤسسي:
حزب اللحمة الوطنية.
تأسّس الحزب على يد مجموعة من الرواد في قطاع المشويات الاستراتيجي، وعلى رأسهم المرشح الرئاسي المُحتمل ورائد الطهي السياسي: أحمد الباز، صاحب مطعم “قصر الكبابجي”، والذي رأى أن “المعارضة لا تُؤخذ من المقاهي بل من داخل ” المطبخ السياسي”
يؤمن حزب اللحمة الوطنية بأن:
“الشعوب التي لا تأكل مع بعضها، لن يجدي صوتها نفعا.”
ويرى في الكفتة، والكباب، والكبدة، رموزًا سياسية أكثر تأثيرًا من الشعارات الجوفاء، لذلك اتخذ من “سيخ الشاورما” شعارًا للحركة السياسية الجديدة، ومن “التتبيل الحواري” منهجًا لإدارة الحوار المجتمعي.
العدالة التوزيعية:
كل مواطن له الحق في نصيبه من اللحمة السياسية، سواء كان لحمة بلدي أو مستوردة.
الشفافية التشريعية:
القوانين يجب أن تُطبخ على نار هادئة، مع كشف كامل للمكونات الدستورية.
مواجهة الفساد:
لا مكان لـ”الفراخ الفاسدة” داخل منظومة الحكم، وكل من يتلاعب بالموازنة يُشوى علنًا أمام البرلمان.
الدبلوماسية الغذائية:
مدّ الجسور السياسية مع الدول عبر “وجبات تفاوض مشتركة” تجمع بين الفطير المشلتت والبرياني.
ويتبنّى الحزب خطة طموحة لتشكيل حكومة ظل، تحت مسمى:
“مجلس الطهاة الأعلى لإدارة الدولة”
يضم لجنة تتبيل القرارات، وهيئة تسوية الخلافات السياسية ووحدة لرصد احتياجات الشعب من التوابل الفكرية.
وأكدت قياداته أن اللحمة الوطنية ليست مجرد طبق، بل هوية، مشروع دولة، وقضية رأي عام. وعلى المواطن المصري أن يختار بين:
مَن يعده “بالأمان الغذائي”.
ومَن يقدّمه على وعود “أورديحي”