السيسي يقرر.. مصر هيبقى عندها بترول السعودية قريبًا

السيسي والسعودية

في ظل التحديات الاقتصادية المتزايدة، وسعي الدولة المستمر لإيجاد حلول مبتكرة لمشاكل الطاقة التي تواجه مصر، وأثناء نوم السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي أخذ يفكر و هو ينظر في سقف غرفته حتى جاءته فكرة قد تبدو للبعض خارجة عن المألوف، ولكنها في الحقيقة تعكس عقلية الجمهورية الجديدة في مواجهة الأزمات: لماذا لا نصنع جوًا حارًا جدًا متعمدًا، كأننا نحاول أن نعيد مناخ السعودية إلى أرضنا؟

الفكرة ببساطة تعتمد على معادلة جديدة تمامًا، تقول إن الحرارة الشديدة التي تشتهر بها السعودية هي السبب في ثروتها النفطية الهائلة، فإذا رفعنا درجات الحرارة عندنا إلى مستويات قاسية، ربما سينفتح لنا باب البترول على مصراعيه.

هذه ليست مجرد خطة عادية، بل هي مشروع قومي من نوع مختلف، حيث لم تعد الأرض هي التي تنتظر الحفر والتنقيب تحتها، بل أصبح دورها أن “تُطهى” في حرارة صناعية عالية، تُحفّز الأرض على كشف كنوزها المخفية، وهكذا، يتحول المواطن البسيط من متذمر من حرارة الصيف إلى بطل قومي يساهم عرقه في إنتاج بترول المستقبل.

وفي هذا المقال، سنبحر معًا في تفاصيل هذا المشروع الفريد من نوعه، ونكشف عن الأبعاد العلمية والاجتماعية وحتى الإعلامية لفكرة “صنع الحر” كوسيلة لتحقيق الاكتفاء النفطي، وسط أجواء حارة متصاعدة لا تنتهي.

حلم بترول الجو الحار

عندما أعلنت الجمهورية الجديدة وطبعا بتعليمات مباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي عن فكرتها الثورية في صناعة جهاز يرفع حرارة الجو بشكل متعمد، لم يكن الهدف فقط أن يجعلوا الناس يشعرون بأنهم في قلب صحراء السعودية، بل لتحقيق حلم قديم طالما راود قلوب المسؤولين: إنتاج بترول من خلال رفع درجات الحرارة!

الأمر يبدو بسيطًا جدًا في نظرهم: السعودية عندها بترول والجو عندها حار، إذًا إذا جعلنا الجو عندنا أكثر حرًّا، سيأتي البترول حتماً وأكثر من السعودية كمان ( ونبيع بقا ونغتني ) ، كأنه قانون طبيعي لا يُكسر،  فمنذ الأزل، ونحن نعتقد أن الحرارة هي “الشرارة” التي تذيب الصخور وتحرر النفط المدفون في الأرض، وليس الحفر والتنقيب أو حتى التكنولوجيا.

الطريف أن الأجهزة هذه ليست فقط لتنمية الموارد، بل هي “اختبار صبر” و”تمرين وطني” للمواطنين الذين وجدوا أنفسهم الآن على خط المواجهة مع الحرارة التي تصل إلى أرقام قياسية، لكنهم يرددون في صبرهم “أنا بساهم في بترول بلدي”.

وإذا سألنا عن الجانب العلمي، فالجهاز يعمل على تسخين الهواء بشكل دوري، لينعكس أثره على باطن الأرض، وحينها تبدأ طبقات الصخور في “إفشاء أسرارها النفطية”، على الأقل هذا ما تؤكده تصريحات الرئيس السيسي.

لكن هناك سؤال مهم: ماذا لو استمر الحر ولم يظهر بترول؟ هنا يأتي الرد الرسمي البارع: “لو ماطلعش بترول، نكون على الأقل صنعنا جيش من المواطنين الأقوياء المقاومين للحر، وهذه منجزات لا تقل أهمية!”

باختصار، حلم بترول الجو الحار ليس مجرد فكرة، بل هو مشروع وطني يحمل على عاتقه كل الآمال والآلام، بين حرارة لا ترحم وأمل لا يموت.

وزير الطاقة: الحرارة = بترول

في مؤتمر صحفي مفاجئ خرج وزير الطاقة ليعلن المعادلة الجديدة التي ستغير وجه صناعة النفط في مصر إلى الأبد: “الحرارة = بترول”، تصريح قد يبدو للبعض غريبًا أو حتى مستفزًا، لكنه في الجمهورية الجديدة أصبح الحقيقة العلمية التي تستند إليها خطط التنمية المستقبلية.

قال الوزير وهو يبتسم بثقة لا تخطئها العين:
“مش لازم نكون علماء نفط، بس لما الجو يكون حر لدرجة ما، الصخور هتبدأ تفتح قلوبها وتدينا البترول اللي بنحتاجه، ببساطة مش محتاجه حاجة يعني.” 

وأضاف:
“الجمهورية الجديدة لا تتبع الطرق التقليدية في التنقيب، بل تتبنى الابتكار، وابتكارنا هو التحكم في المناخ وإنتاج الحرارة لتعزيز استخراج النفط.”

الوزير لم يغفل كذلك عن الجانب الاجتماعي، مشيرًا إلى أن المواطنين عليهم أن يفخروا بأن عرقهم المتصبب تحت حرارة الجهاز الجديد “مساهمة حقيقية في رفعة الوطن”، وأن الصبر على موجات الحر هو “تدريب عملي على تحمل أعباء التنمية”.

وفي تصريح مفاجئ، أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي عن خطة لتوزيع “بطاقات تهوية خاصة” لكل مواطن، تتيح له التمتع بتهوية شخصية أثناء موجات الحر، كنوع من الدعم الرسمي، مع التأكيد أن ذلك جزء من “مهمة الدولة في ضمان راحة المواطن أثناء معركة البترول الحرارية.”

السيسي: التحكم في الطقس.. حلم الدولة

بعد أن تنجح الجمهورية الجديدة في رفع حرارة الجو بشكل متعمد، قرر الرئيس السيسي أن يتوسع أكثر في مشروعاته الطموح للتحكم الكامل في الطقس، لتصبح الدولة الأولى في العالم التي تتحكم في مناخها، لا على مستوى الحفر والتنقيب فقط، بل على مستوى السحب والرياح ودرجة الحرارة والضغط الجوي!

الفكرة ببساطة هي أن يكون لدى الدولة “جهاز الطقس الوطني” الذي يرسل موجات حرارية أو باردة حسب الحاجة، يتحكم في الجو كما يتحكم المواطن في ريموت التلفزيون، تحتاج العاصمة القاهرة إلى شوية دفء صيفي؟ جهاز الطقس يشعلها! محتاجين نبرد في الشتاء؟ جهاز الطقس ينزلها درجة أو اثنتين! يعني لا برد يحبط ولا حر يقتل.

هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في مفهوم الإدارة الوطنية، حيث لم يعد حكام الجمهورية الجديدة يكتفون بإصدار القرارات الاقتصادية والسياسية فقط، بل صاروا قادرين على إصدار “قرارات جوية” تتحكم في معيشة المواطن اليومية، بل وفي درجة تعرقه أيضاً.

الفكرة هذه تعزز “السيادة الوطنية” لدرجة أن المواطن لم يعد محتاجًا للسفر للخارج للاستمتاع بمناخ معين، فكل ما عليه هو الانتظار لتفعيل “زر الطقس” في جهاز الدولة الجديد، ما يعني أيضاً فرصاً ذهبية لشركات تصنيع المكيفات وأجهزة التهوية، التي ستشهد طفرة كبيرة في الطلب.

ولا تقتصر الرؤية على مجرد رفع أو خفض الحرارة، بل هناك مشاريع مستقبلية لإنشاء “صحراء صناعية” داخل المدن، حيث تُزرع الرمال وتُسخن الشمس الاصطناعية لتوفير أجواء صحراوية نموذجية على مدار السنة، من أجل “تعويد المصريين على جو البترول”، على حد تعبير أحد المسؤولين.

لكن في النهاية، ما هو مؤكد هو أن حلم التحكم في الطقس بات حلمًا وطنيًا يسير بخطى ثابتة نحو التحقق، مع أمل أن يجعل المواطنين يعيشون “في جو بترول” كما يريد السيسي سواء أحبوا ذلك أم لا.

ردود أفعال الإعلام المصري

حينما أعلن السيسي عن  مشروع “صناعة الحر”زي السعودية وتحكم الدولة في الطقس للوصول إلى بترول الأحلام، لم يمر الأمر مرور الكرام على الإعلام المصري. 

خرجت برامج التوك شو لتعبر عن فخرها بهذا المشروع الوطني الفريد، حيث وصفه الإعلامي أحمد موسى بأنه “قفزة حضارية” و”اختراع غير مسبوق”، وكأننا أمام اكتشاف لقاح لكوفيد-19 وليس مجرد رفع درجة حرارة الجو مثل السعودية.

 أما الإعلامي الشهير نشأت الديهي البرامج فقال:
“إنها بداية عهد جديد، حيث ننتج بترولنا بعرق جبيننا وحرارة صيفنا، لا بالتقليد والتبعية!”

أما في القنوات الإخبارية، فكان الخطاب موحدًا تقريبًا في تأكيد أن الجهاز الحراري هو “الدرع الجديد للاكتفاء الذاتي”، وأن الحرارة الزائدة هي “سلاح الدولة في مواجهة أزمة الطاقة العالمية”.

في النهاية، الإعلام المصري أصبح منصة تعبير متكاملة عن مواقف الشعب المختلفة، من التفاؤل والاعتزاز إلى التشكيك والتهكم، لكن الجميع اتفقوا على أن المشروع أثار ضجة إعلامية غير مسبوقة، حتى أن بعض البرامج توقعت أن “صناعة الحرارة” قد تصبح موضوعًا لمسلسلات تلفزيونية جديدة بعنوان دراما الصيف الحار ويقوم بدور البطل السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي شخصيا.