الحكومة تبدأ تطهير تيك توك من التفاهة غير المُرخصة لحماية انحطاط الإعلام الوطني 

التيك توك

ضمن جهود الدولة المصرية الحثيثة لحماية المواطن من المحتوى الهابط الذي لم يُعرض على الرقابة أو يمرّ عبر لجان الفلترة الوطنية، داهمت الأجهزة المعنية عددًا من أصحاب حسابات التيك توك بتهم تتراوح بين نشر التفاهة دون ترخيص، والإخلال بتوازن سوق الابتذال، ومحاولة إنتاج محتوى دون العودة لإعلاميي الدولة المعتمدين.

وأكدت الجهات المختصة أن الحملة تستهدف ضبط سوق التأثير في مصر ومنع التزاحم على لقمة العيش مع رواد صناعة المحتوى الهابط الرسمي، أمثال خيري رمضان، أحمد موسى، عمرو أديب، وغيرهم ممن أفنوا أعمارهم في تطوير منظومة التفاهة والتدليس وتعليم الجماهير كيف تستهلك الشتائم والتهليل والتهديدات بطريقة صحية وآمنة وتراعي السياق الوطني.

التفاهة… اختصاص سيادي!

وقال مصدر في المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إن هذه الخطوة “تهدف لإعادة الاعتبار لمهنة الإعلام كمصدر رسمي معتمد للتشويه والاسفاف وضمان عدم ضياع قيمة التفاهة في السوق السوداء للمؤثرين”، مضيفًا أن “المحتوى الهابط مش لعبة.. دا تخصص، ومينفعش أي حد يعمل برنامج اسمه (قصف جبهات) ولا (الأسد طالع لايف) من غير كارت نقابة أو دورة مكثفة في الشتم السياسي الممنهج”.

وأوضح أن الدولة لا ترفض الانحطاط كفكرة، بل ترى فيه ضرورة وطنية شريطة أن يصدر عن جهات موثوقة، وتحت إشراف أكاديميين متخصصين في صناعة التهييج والإلهاء، وضمن خطة الدولة الشاملة 2030 لإشغال المواطن بأكبر قدر ممكن من الفُرجة البلهاء.

كما أشار إلى أن هناك لجانًا فنية قيد التشكيل لإعادة توزيع كوتا التفاهة على المحافظات، ومنع التكدس في محافظات مثل القاهرة والجيزة، والسماح لأهالي الصعيد والدلتا بحقوق متساوية في متابعة محتوى سطحي مدعوم من الدولة.

شكاوى رسمية من إعلاميي الدولة: تفاهتنا مهددة!

وفي سياق متصل، أبدى عدد من مذيعي التوك شو الرسميين عن قلقهم من ظاهرة “الهبوط الشعبي العشوائي”، مؤكدين أن المنافسة على سوق السُباب والتسخين صارت غير عادلة.

وقال البوق الإعلام الشهير لؤي الخطيب: إحنا تعبنا سنين في بناء نموذج التفاهة المتين، تيجي واحدة تهز وسطها وتاخد التريند؟! فين الإنصاف؟

أما الإعلامي نشأت الديهي، فقد ظهر خلال حلقة طارئة وهو يصرخ: “اللي بتعمله البت سوزي الأردنية وشاكر محظور دلوقتي على لايف أخطر على الأمن القومي من ألف تقرير غربي!”، مطالبًا الدولة بإغلاق كل الكاميرات غير المتصلة بمصدر سيادي.

وأكدت النقابة العامة للإعلاميين على أهمية حصر التفاهة ضمن منصات محددة، وتحت إشراف أمني وفني دقيق، تفاديًا لفوضى المفردات أو خروج “الانحطاط” عن مساره الطبيعي إلى مسارات لا يمكن التحكم فيها.

رموز التفاهة في قبضة الأمن 

وقد شملت الحملة الأمنية الموسّعة عددًا من أبرز رموز “التفاهة غير المُرخّصة”، في ضربات متزامنة نفذتها قوات متخصصة  ومن بين المقبوض عليهم: أم مكة، المعروفة بفيديوهات “الفسيخ مع رقص تعبيري” وسوزي الأردنية، التي أثارت الجدل بعد ظهورها في فيديو تعلن فيه حصولها على ٥٠٪؜ في الثانوية العامة ثم جمعت مليون جنيه بنت اللاعيبة من لايف النجاح، وأم سجدة، التي ضبطت متلبسة بالبث المباشر وهي تردد ألفاظًا أكد بيان الداخلية أن “المستوى غير المسبوق من السفالة” الذي ظهرت به لا يصح تداوله إلا من خلال منابر معتمدة وتحت إشراف تربوي، كما شملت الحملة آخرين منهم شاكر محظور دلوقتي وعبدالعاطي وعلياء قمرون وقمر الوكالة ومداهم وغيرهم.

وبحسب البيان الرسمي، فإن جميع المتهمين حققوا أرباحًا ضخمة من مشاهدات لم تخضع لأي خصم ضريبي، ولم تساهم في دعم صندوق “تحيا مصر”، مما يضعهم تحت طائلة تهمة “الربح غير الوطني”، ويؤكد ضرورة إعادة توزيع العائدات على جهات رسمية تملك خبرة طويلة في التربّح من التفاهة العامة.

وأكد مسؤول بارز رفض الكشف عن اسمه لأن زوجته تتابع أم سجدة، أن الدولة لا تعادي التفاهة كمبدأ، لكنها تؤمن بـ”تفاهة مسؤولة”، وتُشجع المحتوى الهابط إذا ما تم بالتنسيق مع الجهات المختصة، وبشروط أهمها:

  • ألا يتعارض مع رواية الدولة بشأن التعليم، الأخلاق، أو متوسط الدخل ( لازم الدولة تقوله نسمعه على التيك توك ) .
  • أن تُخصّص نسبة من المشاهدات لصالح تطوير العاصمة الإدارية الجديدة.
  • أن يُرفق كل فيديو بتحية إجبارية للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، تقديرًا لـ”البيئة الآمنة التي سمحت بتفاهتكم”.

ويجري حاليًا إعداد كُتيّب رسمي بعنوان “كيف تكون تافهًا ووطنيًا في آنٍ واحد”، سيُوزّع على صنّاع المحتوى بالتعاون مع المجلس الأعلى للإعلام.