كل سنة وأنت بخير.. لسه فاضلك 9 سنين!

معايدة المعتقلين من السيسي في عيد الأضحى

في بادرة إنسانية عميقة، أعلنت وزارة الداخلية المصرية عن إطلاق مبادرة “العيد جوّه ليه طعم تاني”، والتي تتضمن توزيع بطاقات تهنئة موقّعة من الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصيًا على كافة المعتقلين السياسيين بمناسبة عيد الأضحى، مرفقة بجملة تشجيعية تقول: “كل سنة وأنت بخير… لسه فاضلك 9 سنين!”، بالطبع تتغير الجملة وفق السنوات المتبقية لكل معتقل سياسي.

وأكد المتحدث باسم الوزارة أن هذه الخطوة تُظهر الوجه الرحيم للدولة المصرية، وتعكس مدى اهتمام القيادة السياسية ومجلس النواب بالحالة النفسية للمواطن، حتى لو كان محروما من العلاج والزيارات والتريض ومحبوسا في زنزانة انفراديّة بلا تهوية أو ضوء طبيعي.

الفتة… مكافأة الانضباط

وضمن المبادرة، تقرر السماح للمعتقلين بتناول وجبة فتة “حكومية” بمناسبة العيد، تتكون من طبق أرز أبيض بدون صوص، وقطعة لحم واحدة لكل زنزانة تضم 60 معتقلا.

وفي بيان لمصلحة السجون أكد أن “الوجبة دي مش لأي حد… لكنها لبعض المساجين المميزين فقط، وسيُسمح للمعتقل باستخدام ملعقة واحدة يتناوب عليها العنبر كله، حتى لا يشعر أي معتقل أنه أقل من زميله“.

الإعلام الرسمي: “السيسي بيحب ولاده جوّه وبرا”

من جانبهم كالعادة، سارع الإعلاميون الوطنيون للإشادة بالمبادرة، حيث أكد أحمد موسى أن “الرئيس أب لكل المصريين… حتى اللي في السجن، بيحبهم وعايزهم يعيشوا روح العيد”، مضيفًا: “أصل اللي مبيحبكش وهو جوّه، مستحيل يحبك وهو برا”.

أما نشأت الديهي، فطالب بتحويل البطاقة إلى تقليد سنوي، قائلاً: “ليه نستنّى العيد؟ ليه ما نبعتش بطاقات في كل المناسبات الوطنية؟ 6 أكتوبر، عيد الشرطة، ذكرى ثورة 30 يونيو بحيث يحس كل معتقل إنه مشارك في بناء الدولة”.

وخصّص محمد الباز حلقة كاملة من برنامجه للإشادة بالمبادرة الإنسانية، أكد خلالها أن تلقي المعتقل بطاقة معايدة من الرئيس، هو دليل واضح على أن مصر تحترم مشاعر المعارض قبل اعتقاله، وأثناء اعتقاله، وقبل وبعد اختفائه قسريا.

معايدة المعتقلين والعفو الرئاسي

لا عفو ولا حرية بس كل سنة وانت طيب!

من جانبها شددت الرئاسة أن هذه المبادرة “لا تعني بأي حال وجود نية للإفراج عن أي معتقل سياسي في الوقت الراهن، لاسيما مع كونهم خونة ومأجورين وعملاء إلى آخره من هذه التهم التي يحفظها الشعب المصري عن ظهر قلب”.

وخُتم البيان بشعار جديد أطلقته وزارة الداخلية بمناسبة العيد: “سجني في حبك عيد… إلهي تنشك في وسطك يا بعيد”

مدبولي: صدعتونا بحقوق الإنسان.. جكل سنة وأنت بخير.. لسه فاضلك 9 سنين!تكم القرف!

وفي رده على الانتقادات المتوقعة من منظمات حقوق الإنسان الدولية، عبّر رئيس الوزراء مصطفى مدبولي عن استيائه من “إصرار العالم على رؤية الكوب الفاضي في السجن، وتجاهل بطاقة المعايدة وطبق الفتة “.

وقال مدبولي في مؤتمر صحفي: “إحنا بعتنا للمعتقلين بطاقات مكتوب فيها كل سنة وانت طيب، الناس دي لو بتحب بلدها فعلاً كانت عيطت من الفرحة بدل ما تستنى عفو! المنظمات الحقوقية ما بتشوفش غير السالب، لكن عمرها ما قالت كلمة حلوة لما بنعمل حاجة زي كدا”.

وطالب رئيس الوزراء المجتمع الدولي “بشوية تقدير ومراعاة للإنجازات اللي بنحققها حتى داخل الزنازين”، مشيرًا إلى أن “مصر بقت الدولة الوحيدة اللي عندها سياسة واضحة لإسعاد المسجون… من غير ما تخرجه!”.