في مدرسة تركي آل الشيخ: تهزيق كامل الوزير لا يفسد للود قضية

تركي آل الشيخ كامل الوزير

في مشهد غير معتاد، خرج المستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه السعودية عن هدوئه المعتاد، ووجّه انتقادات علنية للفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النقل ، الانتقاد لم يكن عبر القنوات الرسمية، بل جاء مباشرًا وصريحًا… على “فيسبوك”، حيث لا حصانة ولا بروتوكول

فقط الكفيل والمكفول… والعامة شهود!

في العلاقات رفيعة المستوى، لا تُقاس المحبة بعدد الكلمات، بل بثقلها، وما حدث بين المستشار تركي آل الشيخ والفريق كامل الوزير ليس خلافًا، بل صورة راقية من صور تبادل المحبة، حيث لا مكان للمجاملة ولا مجال للغموض هناك توجيه مباشر، واضح، حاد.. لكنه مليء بالحب!.

تغريدة تركي آل الشيخ التي سخر منها من الوزير كامل الوزير ليست إلا قبلة على جبين المكفول، فمَن يُعنَّف من كفيله أمام العلن، عليه أن يفخر، لأنه ما زال “تحت النظر”، ولو خرج من العين.. ما كانش اتقال له أصلاً أي حاجة.

نحن أمام حالة نادرة من العلاقات الثنائية، لا تُبنى على البروتوكولات، بل على المصارحة، تركي لم ينتظر اجتماعات رسمية أو حتى ودية، بل استخدم منصة فيسبوك ليقول للمسؤول المصري: “أنا شايفك، ومتابعك، وعارف الـ impossible بتاعتك كويس.

لكن المدهش أن الفريق كامل الوزير، بكل رتبته وثقله و”النسر اللي ع صدره”، لم يُصدر ردًا واحدًا، لأنه يعتمد على الحكمة التي تقول

ان كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب

مفيش حد كبير على الكفيل

في ثقافة الشرق، الكفيل ليس مجرد ممول، الكفيل رؤية، الكفيل منهج حياة، الكفيل شخص لا يُسأل عما يفعل، وهم يُسألون.
ومن يظن أن الرتب والمناصب تحمي من تقريع الكفيل، فهو لم يفهم بعد قواعد اللعبة.

الفريق كامل الوزير، الرجل الذي أمسك بمفاتيح البنية التحتية في مصر، واللي اسمه بيتكتب مسبوقًا بكلمات من عيار “الفريق” و”الوزير” و”النائب الأول لرئيس الوزراء“، تلقّى صفعة إلكترونية ناعمة من تركي آل الشيخ صفعة عنوانها: “خليك في حالك” 

وهنا كان الدرس: لا أحد كبير على الكفيل، مش بس المواطن، لأ، ده حتى المسؤول الكبير في الجمهورية الجديدة ممكن يتهزق عادي. 

الرسالة وصلت لكل مسؤول: إنت كبير في بلدك، لكن عند الكفيل هتتهزق عادي. 

تهزيق كامل لا يفسد للود قضية

رغم حدّة التدوينة، ورغم إن الهزّ في صورة الوزير كان أقوى من هزة الزلازل الأخيرة، إلا إن العلاقات بين مصر والمملكة لا تهتز بسهولة.

والدليل؟ اتصال مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي بقيادات سعودية رفيعة، لاستجلاء حقيقة ما حدث.
السيسي، كالعادة، تعامل كرجل دولة حريص على كرامة رجاله، فسأل بمنتهى الاحترام والود:
“هو في حاجة حصلت؟ إحنا زعلنا حد؟”

الرد كان أكثر دبلوماسية من المسؤول السعودية وجاء على لسانه:
“لا والله يا فندم، بس تركي كان زهقان شوية… قاعد في البيت من غير ماتشات، فحب يفك نفسه بتغريدة.”

هنا تنفست الدولة الصعداء  ما دام المسألة “زهقان شوية”، يبقى خير.

 في مصر، بنحب السعودية بس بنخاف من غضب الكفيل أكتر ما بنخاف من فتحة غاز فيها تسريب.

اللي حصل للفريق كامل الوزير؟ ده مش تهزيق ده ضبط مسار زي ما ييجي لك مديرك يقولك “أنا مش شايفك زي زمان”، فتعرف إن في حاجة كبيرة حصلت.

عمرو أديب في مأزق! 

عمرو أديب، الإعلامي الذي جمع بين روح مصرية أصيلة و”تاج” الجنسية السعودية، وجد نفسه هذه المرة في موقف لا يحسد عليه.

بين مصر التي احتضنته وربته ، والسعودية التي ينتمي إليها.في الأزمة الأخيرة بين كامل الوزير وتركي آل الشيخ، أديب حاول يمسك العصا من المنتصف بنقل صورة الحياد والوساطة، لكنه تلقى سهام الانتقاد من كلا الطرفين.

مصريو الشاشة قالوا له: “هو إنت مع مين؟ انت بتدافع عن مين؟”
وسعوديو الإعلام تساءلوا: “هل تؤيد وزير مصري؟ ولا تقف بجانب كفيل الرياض؟”

الأمر لم يكن سهلاً على عمرو أديب فكان عليه أن يوازن بين حبه لوطنه الأم مصر، وولائه الجديد للسعودية، وهو ما جعله يدخل في دوامة من التصريحات المترددة .

تركي آل الشيخ مع الإعلامي عمرو أديب

احذروا أهل الشر

مع كل موجة تهزيق لأي مسؤول مصري، تظهر أصوات “أهل الشر” اللي تحاول تفكك ما بناه التاريخ من علاقات أخوة وصداقة بين مصر والسعودية. 

لكن الرد الرسمي والإعلامي كان واضح وصريح:
“العلاقات بين مصر والسعودية مش لعب عيال، وده مش مكانه إن حد يشكك فيها أو يحاول يعكر صفوها.”

الإعلام الوطني رد بأناقة:
“إحنا إخوات وربنا وحدنا، ولو فيه اختلاف بسيط ده ما بيقللش من حجم المحبة والتاريخ المشترك.”

حتى مواقع التواصل الاجتماعي امتلأت بتعليقات تندد بمحاولات النفخ في الرماد:
“سيبوا العلاقات الخليجية في حالها إحنا شعب واحد، وأي محاولة لإحداث شرخ هتتقابل بحب أكبر”. 

وفي النهاية، مهما كانت الخلافات والمواقف، تظل العلاقة بين مصر والسعودية أكبر من أي زعل أو تهزيق مؤقت.
الروابط التاريخية والإنسانية والتجارية بين البلدين أقوى من مجرد خلافات عابرة، و”الكفالة” اللي بيمسكها تركي آل الشيخ فوق رأس كامل الوزير، واللي أحيانًا بتحتاج شوية ” تطنيش” عشان تمشي الأمور.

فـمهما حصل، الحُب اللي بين الشعبين هم الضمانة الحقيقية، ودي كفالة ما بتتفكش ولا بتتبدل.