السيسي يفرض على المصريين ارتداء الزي الخليجي في وسط البلد احتراما للملاك الجُدد!

في إعلان مفاجئ ويخض وهو الأول من نوعه، صرّح مصدر مسؤول في مجلس الوزراء أن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي بصدد إصدار لائحة تنظيمية جديدة لمنطقة وسط البلد، تتضمن فرض الزي الخليجي كاملاً (عقال، شماغ، دِشداشة) على المصريين الراغبين في التجول داخل المنطقة، “احترامًا للهوية الجديدة للمكان”، كما وصفها البيان الرسمي.

وقد أوضح المتحدث الرسمي باسم الحكومة، في مؤتمر صحفي أمام تمثال طلعت حرب، أن المنطقة أصبحت ذات طابع استثماري سيادي حديث، ومن غير اللائق أن يتجول فيها مواطن يرتدي بنطال جينز ضيّق أو قميص مكتوب عليه Just Do It، أو ما شابه من هذه الملابس المصرية التعيسة، وأضاف: “إحنا بنحترم ثقافة الأشقاء، والمكان دلوقتي ليه مُلّاك جداد، ولازم يكون فيه توافق ذوقي وشكلي”.
ومن المقرر أن تبدأ الحملة بتوزيع شماغات مجانًا على سكان المناطق المجاورة، ضمن ما أُطلق عليه “مبادرة التعايش الخليجي”، قبل تطبيق الغرامات على المخالفين، والتي تبدأ من 200 ريال سعودي أو ما يعادلها بالجنيه المصري الشقيق.
تأشيرة خليجية لزيارة وسط البلد
وفي تطور مواكب للنهج الجديد، أعلنت وزارة الداخلية أنها تدرس فرض نظام دخول خاص لمنطقة وسط البلد، يشبه إلى حد بعيد نظام التأشيرات السياحية لدخول السعودية أو الإمارات.
وبحسب التسريبات، فإن المواطن المصري الراغب في دخول شارع شامبليون أو التحرير، سيُطلب منه تعبئة استمارة “طلب زيارة ثقافية”، وإرفاق كشف حساب بنكي، وتحليل PCR، وصورة شخصية بالشماغ الأبيض.
وقال رئيس هيئة تطوير القاهرة، في تصريح خاص للجمهورية الجديدة إن هذا الإجراء يهدف إلى “الحفاظ على الطابع الحضاري المتميز للمنطقة، ومنع دخول العناصر غير المؤهلة اقتصاديًا أو بصريًا”، على حد تعبيره.
ويُشاع بحسب مصادر مقربة من البوق الإعلامي الشهير لؤي الخطير أن هناك اقتراحات بتعيين كفيل إماراتي لكل بائع متجول في وسط البلد، وأن تُنقل ملفاتهم الوظيفية إلى هيئة الجوازات بالإمارات مباشرة لضمان حسن السير والسلوك واستقرار الاستثمار.
السعودية كمان أمي
وعلّق الإعلامي لؤي الخطير، المعروف بوطنيته المتعددة الجنسيات، على الأنباء قائلًا: “لقد تابعت باهتمام بالغ هذا التوجه الحكيم من الدولة لتنظيم الدخول إلى منطقة وسط البلد، وهي خطوة تعبّر عن رُشد السياسات المصرية وحرصها على خلق بيئة استثمارية راقية لا يشوبها عشوائية الشكل أو السلوك.
وأنا، كما يعلم الجميع، لا زلت أردد في كل مناسبة أن مصر أمي، لكن الحقيقة التي لا تخفى على العاقلين أن السعودية أمي الثانية، والإمارات كمان أمي، فهل يضير الإنسان أن تكون له أكثر من أم إذا كان في ذلك خير الوطن؟
وتابع الخطير وصلة التعريص المعتادة لكن بنبرة خليجية هذه المرة قائلا: “وجود كفيل إماراتي لكل بائع متجول ليس انتقاصًا من كرامته، بل هو نوع من إعادة التأهيل الاجتماعي، والاحتكاك بثقافة أكثر التزامًا وانضباطًا”، مضيفا: “وسط البلد، كما أراها اليوم، تخرج من عباءة التكدس إلى شماغ الازدهار، ومن قميص العشوائية إلى دشداشة الاستثمار”.
واختتم الخطير كلمته بقوله: “احنا لازم نتعلم من اخواتنا في الخليج يعني إيه نظام، يعني إيه احترام، يعني إيه تمشي في شارع وتشم ريحة استثمار مش عرق، وافتكروا كلامي وسط البلد مش هتبقى بس مزار، دي هتبقى استثمار بنكهة خليجية .. هو في أحلى من كدا نكهة؟!”
الحكومة توحد اللباس: الجلابية زي رسمي، والريال عملة معترف بها
لم تكتفِ الحكومة بتعديل شكل المكان، بل امتدت التعديلات لتشمل سلوك الناس ومظاهرهم، حيث أصدر رئيس الوزراء مصطفى مدبولي منشورًا وزاريًا يفيد باعتماد الجلابية البيضاء كزي رسمي للموظفين العاملين في محيط وسط البلد، مع إمكانية ارتداء “العباءة الرجالية” يوم الخميس للمناسبات الخاصة.

وتزامن ذلك مع إعلان البنك المركزي المصري أنه بصدد “تقييم جدوى” إدخال الريال السعودي والدرهم الإماراتي كعملات مساندة للتداول داخل منطقة وسط البلد، على أن يبدأ التشغيل التجريبي فور اعتماد الزي الرسمي الجديد.
وأكد بيان رسمي أن الخطوة لا تمثل “تفريطًا في السيادة”، بل هي “انفتاح على الشقيق المستثمر، وتجسيد حيّ لمعاني الأخوة الاقتصادية”.
وقد أُطلقت حملة إعلانية ضخمة بعنوان “وسطك خليجي بس انت مصري!”، برعاية صندوق الاستثمار السيادي الإماراتي، تتضمن لوحات في شوارع رمسيس وقصر النيل عليها شعارات من التراث المصري بعد تعريبه خليجيًا، منها: “مشربتش من نيلها؟.. طب جرّبت كبستها؟”، و “السعودية هي أمي .. نفطها هو دمي.. نخلها في ملامحي.. حتى عطري شرقي.. لون نيلك يا مملكة”
هلا والله بدلا من صباح الخير
وفي ختام المؤتمر الصحفي، سُئل وزير التنمية المحلية عن هذا التحوّل الثقافي المفاجئ في قلب العاصمة، فاكتفى بجملة قصيرة قالها وهو يهمّ بالمغادرة: “كل مرحلة وليها لغتها… وإحنا دلوقتي في مرحلة هلا والله بدل صباح الخير.”
وأضاف وهو يربّت على كتف أحد الصحفيين: “مش منطقي يبقى عندنا وسط بلد سعودي إماراتي الشكل، ولسّه بنحيي الناس بـإزيك يا أستاذ، لا يا فندم، دلوقتي تقول مرحبا مليون هلا هلا هلا والله أو تسكت.”
وتابع بلغة واثقة: “ما ينفعش نبيع المكان للخليج ونسيب الكلام مصري. التحية زي الزي، لازم تبقى موحدة ومُرحّبة بالمستثمر. مش إحنا قلنا استقرار؟ يبقى حتى السلام لازم يستقر على لهجة واحدة.”
وفي بيان لاحق، أعلنت وزارة التخطيط عن إدراج مادة جديدة في مناهج المدارس بعنوان: “مهارات التحية الخليجية المتقدمة”، تشمل تدريبات على استخدام عبارات مثل: مرحبا مليون، زودنا الشرف، هلا وغلا طال عمرك.
واختُتم المؤتمر بعبارة طُبعت على بانر ضخم خلف الوزير: “وسط البلد… متصدر لا تكلمني.”
أنا سعودي ومش آسف!
ورغم غيابه عن الشاشة بسبب إجازته الصيفية الممتدة لشهر ونص اللهم بارك في المملكة العربية السعودية، لم يفوّت الإعلامي السعودي المصري عمرو أديب فرصة التعليق على ما وصفه بـ”النهضة الجذرية في قلب القاهرة”، حيث نشر عبر حسابه على تويتر تغريدة من على شاطئ خاص في جدة قال فيها: “قاعد في السعودية، بتفرّج على التطوير اللي بيحصل في وسط البلد، وبصراحة؟ أنا مرتاح. مش علشان أنا سعودي الجنسية، لأ، علشان أخيرًا في حد بيحط ذوق واستثمار ونظام في حتة كانت كلها فوضى.. إيه القرف دا”
ثم أرفق التغريدة بصورة له وهو يحتسي القهوة السعودية، وكتب تحتها: “اللي مش عاجبه الشماغ.. ما يدخلش الشارع، وسط البلد بقى فيها ناس عايزة تبني، مش تشتكي.”
وفي مقطع مصوّر نشره لاحقًا، ظهر عمرو أديب بالزي السعودي قائلا: “أنا آسف، بس لازم أقولها، المصري لازم يحاول يتعلم لغتنا كسعوديين، الموضوع مش صعب بس احنا دافعين فلوس ومن حقنا نشوف الحاجة اللي تعجبنا ومن حكم في ماله فما ظلم وبأمانة بقى السعودية هي أمي ومصر محتاجة تتعلم شوية من أمي!”