تركي آل الشيخ: ما نبغى مصريين في موسم الرياض.. ترى شطبنا خلاص!

في لحظة فارقة من لحظات التاريخ الكبير للعلاقات المصرية السعودية، استيقظ عدد من نجوم الفن المصري على الحقيقة المرة: تركي آل الشيخ قال شكراً استكفينا.
بعد مواسم متتالية من موسم الرياض، كانت فيها الوجوه المصرية هي نجوم الشباك، وأبطال الوسادة الحمراء، قرر تركي آل الشيخ بمنتهى السهولة أن يُنهي هذه المرحلة وأن تكون المرحلة القادمة
“سعودية خالص مع شويه دعم خليجي وسوري”، بلا إضافات مصرية، لنقول بذلك وداعًا إفيهات بيومي فؤاد.
في السابق، لم يكن موسم الرياض مجرد مناسبة ترفيهية، بل كان بمثابة موسم حج للوجوه المصرية التي تعاني من ركود محلي، فكانت الطيارة على الرياض هي السبيل إلى قُوت اليوم، ومصدر الابتسامة المُصطنعة، وكان أبرزهم – ولا حياء في الذكر – بيومي فؤاد، الذي تحوّل في وقت قياسي إلى ما يشبه التميمة الرسمية لموسم الرياض، يدخل المسرح في أي عرض، يقول أي حاجة، طالما أن تركي آل الشيخ راضٍ وبيصفق يبقى خلاص هتقبض يا عم بيومي مفيش مشكله.
لكن كما هي القاعدة الذهبية في علاقات التطبيل العابرة للحدود: “آخر خدمة الغُز.. علقة”، تركي آل الشيخ، وبجرأة لا يمتلكها إلا من يملك الممثلين، قرر – دون أن يفكر – إنهاء دور الوجوه المصرية، وقالها بمنتهى الصراحة: “لن نعتمد على فنانين مصريين في موسم الرياض المقبل، سيكون موسمًا خليجيًا خالصًا”.
تركي آل الشيخ.. الراعي الرسمي لقطع الأرزاق
في زمن أصبح فيه التطبيل وظيفة رسمية، وموسم الرياض هو المقام الشريف الذي تُشدّ إليه رحال النجومية، ظهر تركي آل الشيخ باعتباره الراعي الرسمي للأحلام المؤقتة، ثم تحوّل فجأة إلى الراعي الرسمي لقطع الأرزاق، وعلى عينك يا تاجر.

نعم، هو نفسه تركي آل الشيخ اللي كان قبل كده يرنّ على بيومي فؤاد، ومحمد ثروت، وشيماء سيف، ونص الوسط الفني المصري، يجيبهم في عروض من تأليفه وإنتاجه وإخراجه، ويشكرهم على مشاركتهم العظيمة في نهضة الكوميديا الخليجية، فجأة، قرر يقفل الدُكان، ويرفع اليافطة:
“موسم الرياض 2025 بلا فنانين مصريين.. خلاص خلصت على بلدك وارجع”.
والغريب إن القرار اتقال كده، ببساطة، بدون حتى شكر واجب أو “بوست” على السوشيال ميديا من نوع: شكرًا لنجوم مصر اللي نورونا خمس سنين.. شوفوا رزقكم في حتة تانية”.
بيومي فؤاد يعترض
بينما كان باقي الفنانين المصريين يتابعون خبر منعهم من موسم الرياض في صمت أقرب للانهيار العصبي، خرج بيومي فؤاد، بصدره العريض ونظرته الحادة التي تعبّر عن عمق المعاناة ليعترض، ويتألم، ويتوسل، ويعلن: “أنا ماينفعش أتركن مع الناس دي!”
ففي اتصال مع إحدى القنوات الخليجية، صرّح بيومي قائلًا: “أنا مش مجرد ممثل، أنا كنت موظف دائم في موسم الرياض، كنت باخد بالعِرض مش بالقطعة! ازاي فجأة ألاقي نفسي في الشارع؟”
وأكمل:”سيادة المستشار تركي آل الشيخ والله أنا طبّلت من قلبي، مش عشان الفلوس، عشان أنا مؤمن برسالتك الترفيهية العظيمة، ماينفعش تحطني في سلة واحدة مع اللي كانوا بيجوا يوم واحد وياخدوا اللي فيه النصيب ويرجعوا أنا موظف ثابت مش بارت تايم!”
وأكد الفنان التخين والذي لا يُذكر موسم الرياض إلا ويُذكر معه أنه لا يستطيع التكيّف حاليًا مع الواقع المصري من جديد: “أنا خلاص اتعودت على الرز الخليجي، مش عارف أرجع للسعرات المصرية تاني، يعني بعد ما كنت باخد بالريال، عايزني أرجع أمضي عقد بـ 7000 جنيه ومقابل عرضين في الفيوم؟ ملعون أبو لقمة العيش اللي تتاخد بالجنيه يا جدعان.. هو قال كده!
وروى بيومي تفاصيل آخر أيامه في موسم الرياض: كنت حاسس إني واحد من أهل البيت، كنت بخش المسرح قبل ما النور ينور،. المخرجين بينادولي باسمي الأول: بيومي، تعال شوف المسرح ناقصه حاجة ولا لا دلوقتي بقيت أقرأ الأخبار على فيسبوك زي أي عاطل، فين التقدير؟”
ثم أطلق صرخته المدوية: “أنا ماطبّلتش عشان أطير!” في أول موسم ليّا، سيادة المستشار كرّمني وقالّي: إنت ضحكة مصر الأولى، أنا مش ناسي الكلمة دي كانت أعز عليا من الأوسكار فإزاي بعد السنين دي كلها يتقالّي: استريح السنة دي؟”
ثم ناشد تركي آل الشيخ عبر فيديو وهو يقف أمام صورة ضخمة له في صالة بيته: “سيادة المستشار، اعملّي استثناء أنا مش طالب بطولة، حتى دور ثاني في أي عرض غنائي سعودي هرضى بيه، اديني فرصة أخيرة أثبتلك إني لسه بنفع!”
وتابع بيومي اعترافاته المفجعة: النهاردة ماحدش بيرن عليا التليفون بيسكت طول النهار كنت بفتح على جروب (فنانين موسم الرياض) ألاقي نفسي اتشلت منه إزاي؟ دا أنا اللي سميت الجروب ده من سنتين أنا كنت بصور ثلاث مسرحيات في اليوم، واعمل اعلان لمطعم، وأقدّم فقرات مسابقات في الفاصل، بعد كل دا، تتخلوا عني؟ دي مش أخلاق المواسم المحترمة ياسيادة المستشار!”
يا بختك يا محمد سلام.. ما طبّلتش
في زحمة التطبيل الجماعي اللي مابتخلصش ، كان فيه واحد واقف وقال أسف والله مش هينفع أطبل معاكم، مش بيشارك في مهرجانات موسم الرياض ولا بيكتب تغريدات حب من نوع خاص لتركي آل الشيخ، ولا حتى عمل فيديوهات و هو واقف جنب سيادة المستشار تركي آل الشيخ وهو بيشكر في دوره في سمو ورفعة السينما العربية، الشخص ده اسمه محمد سلام.
الناس دلوقتي بتقوله: يا ابن المحظوظة! ما طبّلتش، ما اتطردتش، وفوق كل ده بنبحك ياسلام، محمد سلام، اللي كان بيقف في زاوية لوحده ورفض يعمل اي حاجة عشان في الوقت ده كان في حرب شرسة على الفلسطينين دلوقتي الجمهور عملوا “رمز المقاومة الفنية”.
في زمن الطبلة الجماعية ، محمد سلام كان ثابت، ساكت، مش هتلاقي اسمه وسط الرفاق في صف التطبيل المفتوح، بل بالعكس محمد سلام اتهاجم كتير من ناس كانوا أصحابه وكانوا بيرضوا تركي آل الشيخ على حساب صاحبهم، بس الجمهور الحقيقي عارف كويس الفرق مابين الاتنين.

يا ممثلين مصر.. طبلوا في حدود بلدكم
للأسف، في بحر التطبيل الواسع اللي غرقانين فيه اليومين دول، لازم نوجه رسالة واضحة وصريحة: يا فناني مصر، طبلوا بس في حدود وطنكم!
مفيش حد ينكر إن الرئيس السيسي كان دايمًا واقف وراكم، دعمكم بكل الطرق، من مهرجانات الفن والمناسبات الرسمية، لحد حفلات الدعم والتكريم، دعم غير محدود فعيب أوي بصراحة بعد كل ده ونلاقيكم بتطبلوا لواحد غريب وسايبين قطعة السكر في مصر مقصرين في التطبيل ليها.

يعني بعد كل الحب والاحتضان، بعد كل الفرص اللي اتقدمت لكم على طبق من ذهب، تلاقوا نفسكم بتفتحوا أبوابكم للفن الخارجي اللي مش فاهم حتى قيمة الأرض اللي واقفين عليها! كأنكم بتقولوا: “شكراً يا ريس، بس إحنا عايزين نطبل كمان للي يجيب لنا دولارات في الآخر”، ونسوا إن اللي بيصنع المعجزات هنا في البلد دي هو اللي يستاهل التقدير.
المشكلة مش في إنكم تحبوا تتعرفوا على العالم، بالعكس، ده شيء طبيعي وجميل، لكن المشكلة لما تتخلى عن اللي حواليكم، تتجاهلوا الرئيس المصري اللي تعب وبنى صرحه، وتتجهوا لتطبيل أشخاص خارج السياق وبعيدين عن قضايا الناس وهمومها.
ده مش بس خيانة فنية، ده كأنكم بتبيعوا التطبيل اللي المفروض يكون واجب وطني، ياريت تفتكروا دايمًا إن الفن الحقيقي هو اللي بيعبر عن الرئيس السيسي عن أحلامه، عن آلامه، عن فرحه.
وعمومًا..رسالة تركي آل الشيخ واضحة
فنان على نفسك برا يا كلب!