السيسي يمهل إسرائيل 24 ساعة: المساعدات أو صفقة غاز جديدة بـ 50 مليار دولار

في تحدي غير مسبوق، خرجت مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي لتفرض معادلة جديدة على الساحة: إما إدخال المساعدات إلى غزة خلال 24 ساعة، أو مواجهة صفقة غاز جديدة بقيمة 50 مليار دولار والفلوس مفيش أكتر منها ده احنا لسه عاملين عاصمة جديدة.
هذه الكلمات لم تأتِ من محلل سياسي هاوٍ ولا من دبلوماسي سابق يريد لفت الانتباه في برنامج حواري، بل من رأس الدولة نفسه، الذي قرر أن يمارس هوايته المفضلة: استخدام الأموال ليس كمورد اقتصادي، بل كأداة ردع استراتيجي.

التهديد هذه المرة لا يتحدث عن ضربات جوية، أو مناورات بحرية، أو حتى تجميد العلاقات الدبلوماسية، إنه تهديد من نوع مختلف تمامًا: إبرام اتفاقية ضخمة لتصدير الغاز من إسرائيل لمصر، وبهذا الأسلوب، وضع السيسي إسرائيل في مأزق، فإما أن ترضخ وتفتح المعابر، أو تتحمل نتيجة أن يوقّع عبدالفتاح السيسي عقدًا آخر يضيف مليارات الدولارات إلى رصيد البنك المركزي الإسرائيلي والبنك معروف إن مش هيشيل الفلوس دي كلها.
لقد دخلنا عصرًا جديدًا من التهديدات؛ لم يعد التلويح بالسلاح النووي هو المخيف، بل التلويح بـ”صفقة غاز”. وبينما كانت بعض الشعوب تعتمد على التوازنات النووية لضمان أمنها القومي، اختارت مصر بقيادة عبدالفتاح السيسي أن تخوض التجربة منفردة، لتؤسس لأول مرة ما يمكن أن نطلق عليه مدرسة الردع بالمال ( هنديك فلوس كتير أووي وابقى ورينا هتصرفها ازي بقا )
وبينما ينشغل العالم بقراءة الرسائل الخفية وراء هذا التهديد، يبقى السؤال الأهم: هل نحن بصدد عقيدة جديدة للسياسة الخارجية المصرية، وإذا كان الأمر كذلك، فالعالم على موعد مع مرحلة لن تكون فيها الحروب دموية، بل ستكون عقودًا محاسبية تتنقل بين خزائن الشركات، ويقف على رأسها قائد يعرف كيف يحوّل كل أزمة إلى فرصة ديون جديدة.
السيسي: تعالوا بقى أنا فوقتلكم
من يتابع مسيرة الرئيس عبدالفتاح السيسي يعرف أن ملف الغاز ليس مجرد قطاع اقتصادي، بل هو مدرسة كاملة في إدارة الأزمات، فحين قال الرئيس عبد الفتاح السيسي: احنا جبنا جوول يا مصريين، فهو لا يلوّح فقط بأرقام على الورق، بل يفتح جبهة كاملة من الرعب في العواصم العالمية، بأن مصر الآن وبرئيس مثل الرئيس عبدالفتاح السيسي قد فاقت من غيبوبتها وأصبحت الآن لاعب رئيسي في القرار العالمي.
تهديده الأخير لإسرائيل يعكس هذه العقلية، فهو لم يقل: “سنقطع العلاقات”، أو “سنتخذ خطوات تصعيدية”، بل قال ببساطة: “إذا لم تدخل المساعدات إلى غزة، فسأمنحكم صفقة جديدة لا قبل لكم بها ، إنها صياغة تضع الخصم أمام معضلة فريدة: هل تتحمل عاصمة القرار في تل أبيب أن تتحمل صفقة جديدة كهذه؟
الرسالة هنا واضحة: إسرائيل أمام اختبار وجودي، فإما أن تخضع وتفتح المعابر، وإما أن تواجه موجة جديدة من الدولارت الذي لا تتوقف، بل إن بعض المحللين بدأوا يقترحون أن تدخل هذه “العقيدة الغازية” ضمن مناهج العلاقات الدولية، لتُدرّس إلى جانب توازن الرعب النووي، فكما عاش العالم عقودًا على معادلة “من يمتلك الصواريخ يتحكم بالقرار”، يريد عبدالفتاح السيسي أن يثبت أن “من يوقّع الصفقات هو الذي يملك زمام الموقف”، وما يثير الدهشة أن هذا التهديد الجديد، رغم غرابته، يبدو مقنعًا بالقدر الكافي ليجعل خصومه يترددون ألف مرة قبل أن يتجاهلوه.
إسرائيل في ورطة
بالنسبة لإسرائيل، التهديد لم يكن عاديًا ولا عابرًا، فالمعضلة ليست في قيمة الـ50 مليار دولار التي لا يوجد مكان للاحتفاظ بهم، بل في الرعب من تداعيات أن يدخل الرئيس عبدالفتاح السيسي بنفسه في أي صراع مستقبلي.
فالخبراء في تل أبيب يدركون جيدًا أن كل صفقة غاز جديدة يوقعها الرئيس عبدالفتاح السيسي تعني خسائر استراتيجية لا تُقاس بالحسابات التجارية فقط، ( بل هذا معناه ان الرئيس السيسي معاه فلوس كتير اوي و مش هنعرف نلوي دراعه ).

في الكواليس، وبين اجتماعات الأمن القومي الإسرائيلي، ظهرت التعليقات الممزوجة بالسخرية والقلق في آن واحد، أحد المسؤولين همس لزميله: “لو كنا عرفنا إن الموضوع هيبقى صفقة جديدة والسيسي معاه كل الفلوس دي و مش هنعرف نلاحق عليه بالغاز ده كلوا كنا دخلنا المساعدات من بدري، كان أسهل”، فرد الآخر بمرارة: “دلوقتي فات الأوان.. إحنا مش قد صفقات السيسي”، في إشارة إلى أن تهديد السيسي بصفقة غاز جديدة أصبح كابوسًا يطارد صُنّاع القرار.
إسرائيل وجدت نفسها فجأة بين نارين: نار الرأي العام العالمي الذي يضغط بلا هوادة لفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية، ونار الخوف من أن يلتقط السيسي قلمه ويوقّع ورقة أخرى من أوراق الغاز التي باتت أشبه بالصدمات العسكرية.
والأدهى أن الإعلام الإسرائيلي، المعروف بمبالغاته، وجد نفسه عاجزًا عن صياغة رواية مقنعة، كيف يشرح لمواطنيه أن الخطر القادم ليس في صواريخ حماس ولا في تهديدات حزب الله، بل في صفقة غاز يوقّعها السيسي في القاهرة.
صدمة عالمية.. من أين يأتي السيسي بالمليارات؟
السؤال الأهم الذي أشعل النقاشات في مراكز الدراسات العالمية والدولية بعد تهديد الرئيس السيسي: من أين سيأتي السيسي بكل هذه المليارات؟ كيف يمكن لدولة تعلن رسميًا عن عجز مالي متكرر أن تخرج فجأة بصفقة غاز بقيمة 50 مليار دولار بكل هذه البساطة؟

بالنسبة لمدرسة السيسي السياسية، لا توجد حاجة إلى منطق اقتصادي تقليدي، فالرئيس لا يتعامل مع الأرقام باعتبارها ودائع في البنوك، أو ديون متراكمة على مصر، بل باعتبارها أدوات سياسية، قيمة الصفقة ليست في الأموال الفعلية، بل في الهالة التي تُحيط بها، يكفي أن يُعلن السيسي عن صفقة غاز جديدة حتى تبدأ البنوك العالمية في إعادة ترتيب جداولها، ويبدأ صندوق النقد الدولي في مراجعة تقاريره، وكأن إعلانًا من القاهرة بات أهم من أي شيء آخر.
من جهتها، تحاول إسرائيل ومعها بعض المؤسسات المالية “مطاردة” هذه الدولارات، يجلس الخبراء أمام شاشات الكمبيوتر، يحدّقون في الرسوم البيانية، يسألون أنفسهم: هل هذه أموال حقيقية؟ هل سيدخل 50 مليارًا بالفعل إلى الخزانة العامة الإسرائيلية؟.
ختامًا
لقد أثبت الرئيس السيسي مرة أخرى أن السياسة ليست دائمًا لغة السلاح أو التحالفات العسكرية، بل يمكن أن تكون لغة “الصفقات”، ومن خلال تهديده الأخير، أدخل السيسي إسرائيل والعالم في دوامة جديدة: دوامة الغاز.
سواء دخلت المساعدات إلى غزة أم لا، فإن النتيجة الأهم أن صورة السيسي كرئيس قادر على استخدام الغاز كسلاح استراتيجي قد ترسخت، العالم الآن أمام واقع مختلف: من لم يحسب حساب السيسي، عليه أن يستعد لمواجهة صفقات الغاز القادمة.