السيسي يعرض تأجير مساحات فندقية في سيناء للأقليات المرفوضة عالميًا

تأجير سيناء.. السيسي يقرر تأجير سيناء

في مشهد يتفوق على كل إعلان عقاري شهدته مصر بل والعالم أجمع، كشف الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تأجير سيناء في مبادرة جديدة بعنوان “سيناء مفروشة وعلى المفتاح”، تهدف إلى تحويل شبه جزيرة سيناء إلى مشروع عقاري عالمي مُخصص لإيواء الأقليات التي تُصدّرها الحكومات من مختلف بقاع الأرض. 

تأجير سيناء كفكرة، كما عرضها السيسي من قلب العاصمة الإدارية، بسيطة و”مربحة”: أي زعيم أو دولة تودّ التخلص من أقلياتها المزعجة، لن تحتاج بعد اليوم إلى معسكرات اعتقال أو برامج دمج، بل ما عليها إلا استئجار مساحة فندقية جاهزة في سيناء، مفروشة بالكامل وبإطلالة على البحر.

السيسي، بابتسامته المعهودة، طمأن الحضور قائلاً: “سيناء أرض واسعة، والمصري شاطر في تأجير أي حاجة حتى روحه. نحن نوفر مساحات مجهّزة، بعقود طويلة الأمد وبأسعار تنافسية. ادفعوا فقط 50% مقدّم، والباقي على أقساط ميسّرة”.

تأجير سيناء..عروض عقارية مغرية

المبادرة الجديدة حملت عنوانًا لافتًا: “سيناء للجميع”، وتم تصميمها بطريقة تشبه كتالوج شركات العقارات. فهناك عروض خاصة للأقليات الدينية، حيث تم تخصيص شريط ساحلي أنيق قرب العريش لمن يرغب في حياة روحية مع شمس ساطعة وبحر متوسط. أما الأقليات العرقية فلها امتيازات إضافية، مثل خصم 28% على كل هجرة جماعية تتجاوز عشرة آلاف فرد.

الحكومة المصرية لم تكتفِ بالإعلان، بل عرضت باقات متنوعة :

  • باقة “العيش والملح”: لكل حاكم يرغب فقط في مأوى بسيط لأقليته وخيمة محترمة، مع كوب شاي يومي، وسعرها يبدأ من 100 دولار للفرد شهريًا.
  • باقة “الاندماج السريع”: تشمل مدارس مصرية بمناهج مُبسطة تضمن أن يتعلم أبناء الأقليات تاريخ “إنجازات السيسي”، بالإضافة إلى كورسات إلزامية في حب الوطن.
  • باقة VIP: وهي للأقليات التي تملك دولها رؤوس أموال ضخمة، حيث توفر لهم فيلات في شرم الشيخ مع إمكانية لقاء سنوي مع الرئيس لالتقاط الصور الدعائية.

ردود فعل دولية

على الصعيد العالمي، تلقّت المبادرة ردود فعل متباينة. فقد سارعت بعض الدول الأوروبية للإعراب عن اهتمامها، حيث قالت حكومة هنغاريا في بيان رسمي: “نحن ندرس جدياً إرسال بعض الأقليات إلى جنوب سيناء، خصوصًا أن الشمس هناك ستزيدهم دفئًا وسعادة”. أما فرنسا فقد أبدت تحفظًا، لكنها لم تستبعد الفكرة في حال نجحت التجربة المصرية.

من جانبها، رحب الاحتلال الإسرائيلي بالمبادرة بحماسة غير مسبوقة مؤكدا أنه يتوافق مع خطط التهجير التي يسعى لها منذ فترة ليست بالقليلة، مقترحا أن يتم إنشاء “منطقة مشتركة” على الحدود، بينما التزمت الولايات المتحدة الصمت، تاركة الباب مفتوحًا لأي صفقة مستقبلية قد تدرّ أرباحًا متبادلة.

تأجير سيناء..الاقتصاد الوطني أولاً

الرئيس المصري لم يترك المجال للشكوك، بل ربط المشروع مباشرة بالاقتصاد. قال بوضوح: “سيناء عندنا أفضل من سنغافورة لو أحسنّا استغلالها. نحن لا نبيع، نحن نؤجّر فقط. وبهذا نستطيع أن نسدد أقساط الديون، ونبني المزيد من الكباري فوق الكباري، ونزيد من عدد المساجد التي لا يدخلها أحد”.

الخبراء الاقتصاديون المقرّبون من النظام سارعوا إلى مدح الفكرة، معتبرين أن “تأجير سيناء” ستفتح الباب أمام عملات صعبة جديدة، قد تحل أزمة الدولار. وأشار أحدهم إلى أن “المبادرة تضع مصر في مصاف الدول الرائدة في مجال تسويق الأقليات، وهو قطاع عالمي واعد لم تلتفت إليه الدول الأخرى”.

الملفت أن الخطاب الرسمي لم يحدد بالضبط أي الأقليات ستكون المستهدفة، ما فتح الباب أمام التكهنات. فالبعض تحدث عن إمكانية استقبال الروهينغا، والبعض الآخر أشار إلى مسلمي الإيغور، فيما طرح آخرون فكرة استضافة المعارضين العرب تحت مسمى “أقلية سياسية مزعجة”.

السيسي، بحسّه الساخر المعتاد، قال: “إحنا شعب طيب، ممكن نحتوي أي حد. اللي مش عاجبه يعيش مع الأقليات اللي عندنا هنا في مصر، نخلّيهم كلهم أقليات واحدة كبيرة!”.

سيناء للإيجار.. مبادرة إنسانية بإمتياز

مول عالمي للأقليات

في الداخل، أثار المشروع موجة من السخرية بين المصريين. البعض قال إن النظام يبحث عن أي طريقة لملء الخزانة حتى لو تحوّلت سيناء إلى “مول عالمي للأقليات”. آخرون حذروا من أن الفكرة قد تجعل المواطن المصري نفسه غريبًا في أرضه، مضيفين بمرارة: “الخطوة الجاية يمكن تكون تأجير القاهرة نفسها”.

أما الإعلام الرسمي فقد بدأ في تمهيد الرأي العام، عبر برامج “التوك شو” التي أكدت أن المبادرة “إنسانية بامتياز” وتُظهر مصر كحاضنة للتنوع. أحد الإعلاميين صرخ قائلًا: “هذا المشروع يجعلنا دولة عظيمة، نحول الأقليات إلى عملة صعبة، ونثبت أن مصر أم الدنيا بحق”.

ختامًا، أكد السيسي أن مشروع “سيناء للإيجار” مجرد بداية، مشيرًا إلى أن الحكومة تفكر في إطلاق مبادرة لاحقة بعنوان “الوطن البديل بالطلب”، بحيث يمكن لأي دولة حجز قطعة أرض في مصر لزرع أقليتها الخاصة. وأضاف مبتسمًا: “البلد واسعة، والمشاريع كتيرة، وإحنا شاطرين في الاستثمار في كل شيء، حتى البشر”.

وبينما يستمر الجدل، تبقى الحقيقة أن سيناء تحوّلت من أرض صراع ومقاومة إلى سوق مفتوح، حيث تُعرض على العالم كعقار شامل الخدمات، بانتظار المستأجر المناسب الذي يدفع بالعلمة الصعبة أيا كانت إيه.