إسرائيل تشتري مقاتلات إف-35 بأموال المصريين والسيسي يتحداهم: واحنا بنعمل بغازكم قهوة مانو عجب!

لم يعد الأمر يحتاج إلى تسريبات أو تقارير غربية معقدة؛ فقد خرج الوزير الإسرائيلي السابق إيلي كوهين بنفسه ليشرح بمنتهى الصراحة أن اتفاقية الغاز مع مصر ليست مجرد تعاون اقتصادي، بل هي بنك تمويل مفتوح لتسليح إسرائيل بأحدث ما أنتجته مصانع السلاح الأمريكية. الرجل تحدث بابتسامة الواثق قائلاً: “بأموال الغاز المصري اشترينا طائرات إف-35، وبها نحمي سماءنا ونُرهب أعداءنا”، قبل أن يضيف: “الصفقة تموّلنا حتى عام 2040، وقيمتها 140 مليار دولار”.
المفارقة الساخرة أن الوزير لم يقلها كنوع من التشفّي، بل باعتبارها إنجازًا عاديًا ضمن نشرات أخبار الطقس، وكأن لسان حاله: “الجو غائم، واحتمال تساقط أمطار، والمصريون موّلوا لنا مقاتلتين جديدتين”.
رد رئاسي عبقري
لم يحتج الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكثر من دقائق للرد. ففي لقاء عابر مع مجموعة من الشباب، رفع فنجان قهوة أمام الكاميرا وقال: “بصوا.. هم بيشتروا طيارات، وإحنا بنعمل بالغاز بتاعهم قهوة مانو.. عجب العجب!”، ثم أطلق ضحكة مقتضبة حملت بين طياتها فلسفة اقتصادية كاملة.

الرد بدا في نظر البعض أقرب إلى نكتة من برنامج مقالب، لكنه عند الإعلام المحلي تحوّل إلى “رؤية استراتيجية غير مسبوقة”. فبينما ينظر العالم إلى الطائرات كرمز للقوة العسكرية، ترى القاهرة في فنجان القهوة الساخن “قوة ناعمة” قادرة على ضبط المزاج الوطني.
أما القنوات المصرية فقد التقطت الخيط سريعًا، فخرج البوق الشهير لؤي الخطير ليقول: “إسرائيل معها إف-35، إحنا عندنا قهوة مانو، مين فينا الكسبان؟ الطيارة عمرها ما تديك دفء في عز الشتاء، لكن فنجان قهوة واحد ممكن يخلي الشعب كله يصبر ويستحمل”.
وبالطبع لم يخلُ الأمر من خبير استراتيجي متقاعد ظهر ليؤكد أن “القهوة جزء من الردع”، مضيفًا: “إف-35 لا تعمل بدون وقود، لكن قهوة مانو تعمل حتى لو انقطع النور والغاز.. هذا ما لا يفهمه الغرب”.
المواطن.. بين الحيرة والسخرية
أما المواطن المصري البسيط، فكان له رأي آخر. أحدهم وقف أمام عدسة هاتفه المحمول قائلاً: “إحنا اللي بندفع، هم اللي بيطيروا.. طب إحنا نركب إيه؟ عجلة ولا توك توك؟”، بينما علّق آخر: “يا جماعة القهوة بقت بسبعين جنيه في الكافيه، يبقى فعلاً لازم نستفيد من الغاز”.
مواطنة أخرى لم تُخفِ غضبها، فقالت: “يعني أنا بدفع فاتورة غاز بالليل عشان إسرائيل تشتري طيارات الصبح! ما تقولوش بقى إن ده إنجاز وطني”.

ومنذ لحظة التصريح الرئاسي، تحوّل “مشروب قهوة مانو” إلى أيقونة قومية. صفحات فيسبوك بدأت تنشر صورًا لفناجين القهوة مزينة بعلم مصر، بينما اقترح أحد الإعلاميين تخصيص “يوم قومي لقهوة مانو” يحتفل فيه الشعب بصبره على الأسعار وانتصاره على الجوع بالنكهة العطرية.
وفي محاولة لإضفاء طابع علمي، نشر مركز أبحاث محلي ورقة تقول: “شرب قهوة مانو يوميًا يعادل امتلاك طائرة إف-35 على مستوى المناعة النفسية”، مؤكدة أن المشروب “يعزز الإحساس بالانتصار الرمزي” ويمنح المواطن القدرة على تحمّل زيادات الكهرباء والضرائب.
الغاز يتحول إلى سلاح ضد صاحبه
الطريف في القصة أن مصر، التي كانت قبل سنوات قليلة تحتفل بالاكتفاء الذاتي من الغاز، وجدت نفسها اليوم تدفع مليارات لإسرائيل لاستيراد الغاز ذاته، ثم تُكتشف الحقيقة المرة: أن هذا الغاز يُشعل محركات الطائرات التي قد تحلق فوق سيناء أو غزة في أي لحظة.
هكذا أصبح الغاز “سلاحًا عابرًا للحدود”: المصري يشتريه ليتدفأ، الإسرائيلي يبيعه ليحلق، والرئيس السيسي الدكر يكيد الإسرائيليين بحرق غازهم وعمل أحلى فنجان قهوة به.
في النهاية، يمكن القول إن العلاقة المصرية الإسرائيلية وصلت إلى مستوى جديد من “التكامل”: طرف يشتري مقاتلات متطورة من العائدات، والطرف الآخر يفتخر بتحويل الغاز إلى مشروب ساخن. معادلة عبقرية لا يفهمها العالم: الطائرة تقتل والقهوة تُسكن، الطائرة تهدد والقهوة “تطبطب”.
وهكذا يظل المواطن المصري بين خيارين: إما أن ينظر إلى السماء ليتابع أسراب الإف-35 التي ساهم في تمويلها، أو ينظر إلى فنجانه ليقنع نفسه أن رشفة “قهوة مانو” هي بالدنيا وما فيها.